فهذا ظاهر المعنى، وهو مردود أيضا على ما تقدم من قوله:
صفاحا وقيلا
إذا الشعر ذو خفايا وألوان- ثم فصل النجابة وهي أيضا من شواهد الإعراض
يدا سرحا مائرا ضبعها ... تسوم وتقدم رجلا زجولا
أي رجلا تضرح الحصى
وعوجا تناطحن تحت المطا ... وتهدي بهن مشاشا كهولا
العوج الأضلاع. تناطحن دخل بعضهن في بعض. مشاشا عنى بها رؤوس العظام المركبة فيها الضلوع. كهولا. من قولهم اكتهل النبات، أي رؤوس عظام فيهن قوة وارتفاع ومن تأمل هذه الصفة وجد فيها عودا قوله:
وصدر لها مهيع كالخليف ... تخال بأن عليه شليلا
والتناطح فيه حركة أشبه بحركة الشليل الأملس المتموج منها بمحض التداخل إلا أن يكون في هذا التداخل معنى التموج كما يدخل الموج بعضه في بعض وكذلك حركة الضلوع في الصدر القوي الجيد.
وصفة المرأة التي ذكرها من هذا غير بعيد.
ثم استمر في صفة مشى هذه الناقة، وتشبيهاته لا تنى تحمل معاني من الرمز:
تعز المطى جماع الطريق ... إذ أدلج القوم ليلا طويلا
أي تغلب الإبل الأخرى وتسبقها على الطريق. وهنا رجعه إلى قوله من قبل:
توطأ أغلظ حزانه ... كوطء القوي العزيز الذليلا
ولو نستعير ورقة من كتاب جون كيري John Carey صاحب كتاب النقد المعاصر عن الشاعر جون دون John Donne لذكرنا القارئ أن الوطء والجماع كلاهما يجيء بمعنى المباضعة. والجماع الطريق هنا أي معظمة.
كأن يديها إذا أرقلت ... وقد جرن ثم اهتدين السبيلا
أي الإبل وأشربهن معنى النساء بهذا الإضمار