وكأنما أرته بصيرة فؤاده أن جرائر طيشه سترديه قتيلا
وختم القصيدة بشراسة المقاتل وسفاهة صاحب نار الميسر وإن كانت من مآثر الجاهلية وانتظار الموت ونعى نفسه إلى نفسه وإلى الحي من عدو وصديق:
ستبدي لك الأيام ما كنت جاهلا ... ويأتيك بالأخبار من لم تزود
ويأتيك بالأخبار من لم تبع له ... بتاتا ولم تضرب له وقت موعد
ومن تداعي المعاني الذي تحتاج في تتبعه إلى إعمال الفكر ميمية علقمة
هل ما علمت وما استودعت مكتوم ... أم حبلها إذ نأتك اليوم مصروم
وكثير من الاستطراد والرجعة إلى ما تقدم من قول يدخل في باب تداعي المعاني، وفي ما فصلناه من تقدم الأمثلة ما يفي ويغني عن إعادته إن شاء الله تعالى
وقد تتداعي المعاني في حيز إطار عادة الشعراء من طلل ونسيب وما هو محور من ذلك أو مقاربه.
وقد يقدم الشاعر ويؤخر مفتنا في ذلك، فيغلب ما يمليه عليه تداعي المعاني على ما هو مألوف من ترتيب الرحلة بعد النسيب والأغراض بعد الرحلة.
من أمثلة ذلك كلمة المرار:
لا حبذا أنت يا صنعاء من بلد ... ولا شعوب هوى منى ولا نقم
ولن أحب بلادا قد رأيت بها ... عنسا ولا بلدا حلت به قدم
إذا سقى الله أرضا صوب غادية ... فلا سقاهن إلا النار تضطرم
وانتقل من هذا على سبيل المقابلة وهي من عوامل الربط كما سيلي ذكره إن شاء الله إلى مدح وادي أشى بديار نجد والفتيان الذين به:
وحبذا حين تمسي الريح باردة ... وادي أشي وفتيان به هضم
ثم مضى في مدح هؤلاء الفتيان الهضم أي كل منهم هضم للمال بكرمه وإن شئت فقل هضيم أي ضامر غير مترهل إذ فعل لكلتا الصيغتين جمع
الواسعون إذا ما جر غيرهم ... على العشيرة والكافون ما جرموا
والمطعمون إذا هبت شآمية ... وباكر الحي من صرادها صرم