أي من سحابها البارد قطع- ثم كرر هذا المعنى وقرره وأكده:
وشتوة فللوا أنياب لزبتها ... عنهم إذا كلحت أنيابها الأزم
أي الأوازم أي العاضة
حتى انجلى حدها عنهم وجارهم ... بنجوة من حذار الشر معتصم
هذا كرمهم ثم أخذ في ذكر نجدتهم وفروسيتهم
وهم إذا الخيل حالوا في كواثبها ... فوارس الخيل لا ميل ولا قزم
وهذت كأنه أخذه من قول سلامة:
لا مقرفين ولا سود جعابيب
وقاسه عليه.
لم ألق بعدهم حيا فأخبرهم ... إلا يزيدهم حبا إلى هم
وهذا البيت مما يستشهد به النحاة أراد يزيدونني. وعرض هاهنا بالعودة إلى ما كان فيه من ذم أهل صنعاء ولعمري ما أنصفهم وما أنصف صنعاء ومضى في مدح أقوامه:
كم فيهم من فتى حلو شمائله ... جم الرماد إذا ما أخمد البرم
وعني بالبرم البخيل وأصله الذي لا يشهد الميسر وكانت نار الميسر مما توقد لمنفعة الضعاف
تحب زوجات أقوام حلائله ... إذا الأنوف امترى مكنونها الشبم
إي إذا كان البرد وزكامه. ونظر في هذا المعنى إلى قول متمم:
ولا برما تهدي النساء لعرسه ... إذا القشع من حس الشتاء تقعقعا
ثم مضى على هذا النهج
ترى الأرامل والهلاك تتبعه ... يستن منه عليهم وابل رذم
ثم وصف جفان هذا الفتى الذي جعله صورة لفتيان وادي أشي الهضم
ترى الجفان من الشيزي مكللة ... قدامه زانها التشريف والكرم