إذ الهداية نور. فهنا مقابلة وموازنة كما ترى.
ثم كرر معنى الحزن:
فاذهب فدى لك ابن عمك لا يخلد إلا شابة وأدم
قالوا هما جبلان. ثم أخذ في باب من الحكمة والتعزى:
لو كان حى ناجيا لنجا ... من يومه المزلم الأعصم
في باذخات من عماية أو ... يرفعه دون السماء خيم
خيم اسم جبل بعينه
من دونه بيض الأنوق وفو ... قه طويل المنكبين أشم
الأنوق الرخمة قالوا لا تبيض إلا في أبعد ما تقدر علهي من الأمكنة- أي هذا الجبل بعيد العلو. وإنما ضرب المزلم الأعصم وهو الولع الذي مسكنه في الجبل البعيد مثلا لصاحبه المتروك في تغلم، أنه كان مثل ذلك الوعل في الامتناع ومأمولا له طول البقاء
يرقاه حيث شاء منه وأما تنسه منية يهرم
أي إن أنسأته المنايا فلم تعاجله، عمر العمر الطويل، ولكنها مما تعاجله أحيانا كما عاجلت هذا الصاحب المتروك قتيلا في ذلك المكان الموحش.
فغاله ريب الحوادث حتى زل عن أرياده فحطم
أي حتى زل عن ارياد الجبل فتحطم
ثم ختم التعزى بقوله:
ليس على طول الحياة ندم
هذا متصل بقوله: «وإما تنسه منية يهرم» فقصارى طول العيش الهرم، وإذن فلا ينبغي أن يندم المرء على فوت طول الحياة- إذ وراء المرء هذا الضعف الذي مع طول العمر ثم الموت.
ليس على طول الحياة ندم ... ومن وراء المرء ما يعلم
يهلك والد ويخلف مو ... لود وكل ذي أب ييتم
والوالدات يستفدن غنى ... ثم على المقدار من يعقم
أي يجدن ما يسد حاجتهن إلى الولد إذ يلدن، هذا غناهن، إذ ليس يلزم أن يكون مع الولد غنى المال، ويصحح ما نذهب إليه رواية من روى يستفدن غناء بفتح الغين، ثم من النساء من لا يلدن، بقدر مما قضى عليهن
بعد هذا يأخذ الشاعر في قرى آخر. ولو كان قوله: