فتأوت له قراضبة من ... كل حي كأنهم ألقاء
كأنهم عقبان
فهدا هم بالأسودين وأمر الـ ... ـله بلغ تشقى به الأشقياء
فقوله «فتأوت له قراضبة» هو عينه قول المرقش حيث قال:
«حارب واستعوى قراضبة»
وهذا الغازي من ملوك جفنة فعل الأفاعيل فلم يكن من تغلب لملوك الحيرة من نصر، ولكن نصرتهم بنو يشكر وبنو بكر رهط المرقش ورهط الحارث- وانظر بعد الأبيات وشرح الشراح لكلامي الشاعرين. قال المرقش: -
ما ذنبنا في أن غزا ملك ... من آل جفنة حازم مرغم
مقابل بين العواتك والغـ ... ـف لا نكس ولا توءم
العواتك من الأزد والغلف من كندة قالوا عني غلفاء وسلمة عمي امرئ القيس فالغلف بتشديد اللام وفتحها من ولداه والعواتك جمع عاتكة من أسماء النساء اللاتي ولدنه وبنو جفنة فرع من الأزد
حارب واستعوى قراضبة ... ليس لهم مما يحاز نعم
فيحوزون ما ينهبون
بيض مصاليت وجوههم ... ليست مياه بحارهم بعمم
أي هذه صفتهم بيض منجردون كالصقور وجوههم حديدة صلته غير أنهم سباريت مجدبون ليست لهم بحار ذوات مياه تعم كملوك الحيرة وما يجندون من جنود، فمظهرهم انصلات ومخبرهم جوع وشراسة وشر وشره- وروى بعضهم بغمم بالغين المعجمة وضمتين أو ضم وفتح فمن روى بالمعجمة وضمة وفتحة فهو جمع غمة وهو من الكثرة وهو في معنى من روى بالمهملة وضمتين قال الشارح ومن رواه بالعين فقد هجاهم. يعني بالعين المهملة.
ومن روى بالمعجمة وضمتين فهو جمع غميم قال الشارح «يقال ماء غميم إذا لم يكن ظاهرا». ا. هـ وهذا ينبغي أن يكون مدحا ولا يعقل أن يمدح الشاعر القضاربة السباريت أن وجوههم مشرقة إلا على وجه بعيد أن يكون أراد التأكيد والمبالغة في معنى انصلاتهم وشجاعتهم وتوقد قلوبهم ووجوههم للحرب كقول الهذلي في تأبط شرا:
وإذا نظرت إلى أسرة وجهه ... برقت كبرق العارض المتهلل
ويجوز أن يكون عنى به على هذا الوجه مدح ملك الحيرة ومن معه.
وأقرب إلى الصواب رواية العين المهملة وأن ذلك هجاء، ثم أتبعه صفة ملك الحيرة، أن