عنترة.
وقد تعلم قول المرقش
فانقض مثل الصقر يقدمه ... جيش كغلان الشريف لهم
لهم بكسر اللام وفتح الهاء وميم مشددة أي يلتهم ما أمامه من كثافته.
هذا ومن عجيب أمثلة المقابلة آخر لامية عبدة بن الطبيب التي في المفضليات (السادسة والعشرون) فقد نسب ووصف السير وافتن في صفة قتال الثور والكلاب.
ولي وصرعن في حيث التبسن به ... مضجرات بأجراح ومقتول
كأنه بعدما جد النجاء به ... سيف جلا متنه الأصناع مصقول
مستقبل الريح يهفو وهو مبترك ... لسانه عن شمال الشدق معدول
ثم انتقل إلى شريج من صفة القنيص وفتوة زمان الجاهلية وصفة السير إلى القادسية أما صفة القنيص فقوله:
لما وردنا رفعنا ظل أردية ... وفار باللحم للقوم المراجيل
ثمت قمنا إلى جرد مسومة ... أعرافهن لأيدينا مناديل
فهذا كقول امرئ القيس:
تمش بأعراف الجياد أكفنا ... إذ نحن قمنا من شواء مضهب
مضهب أي مشوي على عجل لم ينضج كل النضج وفي بائية امرئ القيس صفة الاستظلال حيث طنبوا لثيابهم وجعلوا الدروع الماذية أوتادا.
وفي صفة السير إلى القادسية ذكره المراجيل، فهذه كثيرة، أكثر مما يكون مع أهل القنيص. وصفة اللحم حيث قال:
وردا وأشقر لم ينهئه طابخه ... ما غير الغلي منه فهو مأكول
فهذا ليس بثواء مضهب ولكن لحم في قدور كثيرة. والاكتفاء بتغيير الغلي اللحم يدل على صناعة مع إغذاذ في السير لا يمكن مثله من أناه تجويد إنها الطهاة طهيهم. وفي خبر القادسية فيما ذكره الطبري أن جند سعد رضي الله عنه كانت أزوادهم من الحبوب وافرة ولكنهم قرموا إلى اللحم فاستاقوا من ماشية السواد. فهذا يناسب صفة الطبخ الذي لم ينهئه طابخه والمراجيل كما ههنا.
وقوله: