للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رثاء الوليد بن عقبة (١) - وهذه تتبع نهجًا أقدم من نهج الأعشى.

وقد نظم على قري المعلقة كثير عزة أبياتًا أراد أن ينقض بها بعض مزاعم ابن أبي ربيعة في نساء خزاعة، وأن يتغزل بذكر نساء من قريش، ثم أمسك بحسب ما يخبرنا صاحب الأغاني عن تصييرها قصيدة كاملة خوفا من رجالات الدولة، ولو قد أتمها لكانت من اللاميات التي تتبع سبيل الأعشى بلا ريب (٢). ولم يحتفظ لنا الرواة بلامية ذات بال غيرها.

ولم يرجع بلاميات الخفيف إلى ما كانت عليه من الأبهة أحد إلا البحتري في كلمته (٣):

ذاك وادي الأراك فاحبس قليلا ... مقصرًا من صبابة أو مطيلا

إن بالجزع فالكثيب إلى الآرام ربعا لآل هند محيلا

أبلت الريح والروائح والأيـ ... ـام منه معالما وطلولا

وخلاف الجميل قولك للذا ... كر عهد الأحباب صبرًا جميلا

لا تلمه على مواصلة الدمـ ... ـع ولؤم لوم الخليل الخليلا

وهي تنظر من بعد إلى كلمة للمهلهل أضاعتها أيدي الحدثان، ولا أشك أن البحتري اطلع عليها، وهي التي منها قوله:

أنبضوا معجس القسي وأبرقـ ... ـنا كما توعد الفحول الفحولا

وقد جاء المتنبي فنظم في اللام الخفيفة مرفوعة ومخفوضة، مردفة وغير مردفة، فأربى وزاد على من قبله وفتح الطريق لمن بعده، وذلك في كلماته (٤):


(١) الشعر والشعراء: ٢٦٢.
(٢) الأغاني - رادع ١ - ٢١٧ - ٢١٨.
(٣) ديوانه ٢١٠: ٢.
(٤) ديوانه ٤٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>