للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ذي المعالي فليعلون من تعالى ... هكذا هكذا وإلا فلا لا

شرف ينطح النجوم بروقيه ... وعز يقلقل الأجيالا

حال أعدائنا عظيم وسيف الدو ... لة ابن السيوف أعظم حالا

وكلمته (١):

ما لنا كلنا جو يا رسول ... أنا أهوى وقلبك المتبول

كلما عاد من بعثت إليها ... غار مني وخان فيما يقول

أفسدت بيننا المودات عينا ... ها وخانت قلوبهن العقول

وفيها من الجيد الرائع الذي يفصح بقلق الشاعر واضطرابه قوله:

نحن أدرى وقد سألنا بنجد ... أطويل طريقنا أم يطول

وكثير من السؤال اشتياق ... وكثير من رده تعليل

كلما رحبت بنا الروض قلنا ... حلب قصدنا وأنت السبيل

انظر إلى قوله: "رحبت بنا الروض" - ألا تحمل هذه الكلمات إليك ما كان يحس به المتنبي في أعماق نفسه من لذع القلق، أم لا تمثل لك ما كان يصبو إليه من الأمن والاستقرار؟

ومن خير ما جوري به المتنبي في رويه هذا كلمة قالها القاضي أبو محمد عبد الله ابن القاسم الشهر زوري [توفي سنة ٥٢٧ هـ] وانتحى منحى التصوف، منها (٢):

لمعت نارهم وقد عسعس ... الليل ومل الحادي وحار الدليل

فتأملتها وفكري من البين عليل ولحظ عيني كليل

وفؤادي ذاك الفؤاد المعنى ... وغرامي ذاك الغرام الدخيل


(١) نفسه ٤٢٧.
(٢) وفيات الأعيان لابن خلكان، تحقيق محمج محيى الدين، ٢٥٣: ٢ رقم ٣١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>