للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم قابلتها وقلت لصحبي ... هذه النار نار ليلى فميلوا

فرموا نحوها لحاظًا صحيحا ... ت فعادت خواسئًا وهي حول

ثم مالوا إلى الملام وقالوا ... خلب ما رأيت أم تخييل

فتجنبتهم وملت إليها ... والهوى مركب وشوقي الذميل (١)

ومعي صاحب أتى يقتفي الآ ... ثار والحب شرطه التطفيل

وهي تعلو ونحن ندنو إلى أن ... حجزت دونها طلول محول

فدنونا من الطلول فحالت ... زفرات من دونها وغليل

قلت من بالديار قالوا جريح ... وأسير مكبل وقتيل

ما الذي جئت تبتغي قلت ضيف ... جاء يبغي القرى فأين النزول

فأشارت بالرحب دونك فاعقر ... ها فما عندنا لضيف رحيل

من أتانا ألقي عضا السير عنه ... قلت من لي بها وأين السبيل

فحططنا إلى منازل قوم ... صرعتهم قبل المذاق الشمول

والقصيدة طويلة حسنة عامرة بمعاني الوجد الصوفي.

هذا، ولا يزال الشعراء ينظمون في هذا النهج الذي أحياه المتنبي، ولكن الجيد المستحق الاختيار قليل.

ونونيات الخفيف أكثر عددًا من لامياته. وتختلف عنها في شيء جوهري وهو أنها لم ينظم الأوائل فيها شيئًا على نهج القصائد المفخمة المطولة اللهم إلا أن يكون قد ضاع ذلك. ويوشك القديم منها أن يكون كله في الغزل. وأقدم ما بأدينا كلمة المرقش الأكبر:

لمن الظعن بالضحا طافيات ... شبهها الدوح أو خلايا سفين (٢)

ومن وزن هذه ورويها كلمة الجمحي:

طال ليلي وبت كالمحزون ... واعترتني الهموم في جيرون


(١) الأصل: الذميل، بالذال المعجمة أخت الدال، ولا يستقيم له معنى إلا أن ينزل السوق منزلة السير إذ جعل الحب مركبا - وهذا بعيد. والوجه "الزميل" بالزال أخت الراء.
(٢) المفضليات ٤٦٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>