للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد مر ذكرها. وقد كثرت الحفيفيات التي على النون في الشعر الحجازي الغزلي وجاءت منها كلمات حلوة لابن أبي ربيعة كالتي يقول فيها (١):

لا تلمني عتيق حسبي الذي بي ... إن بي يا عتيق ما قد كفاني

لا تلمني وأنت زينتها لي ... أنت مثل الشيطان للإنسان

وهذا الروي من النونيات هو الذي نفق عند شعراء المحدثين. ولعل لحلوانية مطيع ابن إياس أثرًا بعيدًا في تحبيبه إلى الطبقة الأولى من المحدثين ومن جاء بعدهم، وهي التي يقول في مطلعها:

أسعداني يا نخلتي حلوان ... وابكيا لي من ريب هذا الزمان

وهي مشهورة.

وممن أكثر في هذا الروي فأجاد شيئًا علي بن العباس الرومي في نونيته المشهورة التي وصف بها العود، وقد اختار له منها صاحب الأمالي قوله (٢):

وقيان كأنها أمهات ... عاطفات على بنيها حواني

مطفلات وما حملن جنينا ... مرضعات ولسن ذات لبان

ملقمات أطفالهن ثديا ... ناهدات كأحسن الرمان

مفعمات كأنها حافلات ... وهي صفر من درة الألبان

كل طفل يدعى بأسماء شتى ... بين عود ومزهر وكران

أمه دهرها تترجم عنه ... وهو بادي الغني عن الترجمان


(١) الأغاني ٩٥: ١.
(٢) الأمالي ٢٣١: ١.

<<  <  ج: ص:  >  >>