للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهذه في مقابلة الظعائن التي كل منها تسير بحسناء تتصدف بواضح صلت كمنتصب الغزال الأتلع

وقوله من بعد:

ومطية حملت رحل مطية ... حرج تنم من العثار بدعدع

رجع به إلى مشقات السفر وقوله ومطية خطاب إذ كأنه قد قال: فسمي ما يدريك أن رب مطية هكذا شأنها صنعت بها كذا وكذا.

ثم جعل آخر شيء صفته نفسه في السفر حيث أناخ وعرس وتوسد ساعده القوي وهجع هجعة كموتة فلما نهض وجد أن ساعده قد خدر حتى كأن قد بان، غير أنها كانت هجعة قصيرة لم يتقلب فيها عن حال توسده فلهذا خدر ساعده، وناقته لم تترك إلا أثر ثفناتها، كأن موضع كل ثفنه من ثفناتها الخمس أفحوص قطاة.

ومناخ غير تئية عرسته ... قمن من الحدثان نابي المضجع

عرسته ووساد رأسي ساعد ... خاظي البضيع عروقه لم تدسع

أي لم تمتلئ وتنتفخ كما تفعل عروق من جاوز الشباب وشاخ

فرفعت عنه وهو أحمر فاتر ... قد بان مني غير أن لم يقطع

في قوله قد بان مني نوع من أصداء بكور سمية وبينها مع علاقة قلبية بها. والحمرة من ألوان هوادج الظعائن.

فترى بحيث توكأت ثفناتها ... أثرًا كمفتحص القطا للمهجع

وتقي إذا مست مناسمها الحصى ... وجعًا وإن تزجر به تترفع

ثم رجع إلى الخطاب:

متاع ذعلبة تخب براكب ... ماض بشيعته وغير مشيع

كأنه بهذا يصف حال نفسه وحالها، إذ قد كان هو مسافر مع رفقته الشعث في شيعة وأما الآن إذ مضت فهو متروك وحده ليمضي وحده، أم ذكراها وها الثغر المبتسم له شيعة بعدها؟

ولقد ردنا إلى ما بدأ بها إذ قال: «بكرت سمية بكرة فتمتع» بمقالة هنا «ومتاع ذعلبة» - والذعلبة الناقة السريعة. وإن كانت قلوصًا شابة فذلك أسرع لها. وقد يعلم القارئ الكريم أصلحه الله أن العرب ربما كنت بالقلوص عن المرأة- فصلة متاع ذعلبة، على هذا بقوله «بكرت سمية بكرة فتمتع» واضحة إن شاء الله. وهل نظر ثعلبة بن صعير

<<  <  ج: ص:  >  >>