للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومثال آخر وهو أشهر: -

يا أم ناجية السلام عليكم ... قبل الرواح وقبل لوم العذل

وإذا غدوت فلازمتك تحية ... سبقت سروح الشاحجات الحجل

أي سبقت كل شؤم فغدوت على أيمن طائر والشاحجات هي الغربان وحجلانها مشيتها التي قيل أراد الغراب بها محاكاة الطاووس فلم يستطع ولا عاد إلى ما كان عليه من مشية الطير.

لو كنت أعلم أن آخر عهدكم ... يوم الرحيل فعلت ما لم أفعل

أو كنت أرهب وشك بين عاجل ... لقنعت أو لسألت ما لم أسأل

أعددت للشعراء سما ناقعًا ... فسقيت آخرهم بكأس الأول

لما وضعت على الفرزدق ميسمي ... وضغا البعيث جدعت أنف الأخطل

ومثال ثالث:

فسقاك حيث حللت غير فقيدة ... هزج الرواح وديمة لا تقلع

فلقد يطاع بنا الشفيع لديكمو ... ونطيع فيك مودة من يشفع

هل تذكرين زماننا بعنيزة ... والأبرقين وذاك ما لا يرجع

إن الأعادي قد لقوا لي هضبة ... تنبى معاولهم إذا ما تقرع

ما كنت أقذف من عشرة ظالم ... إلا تركت صفاهم يتصدع

أعددت للشعراء كأسًا مرة ... عندي مخالطها السمام المنقع

هلا نهاهم تسعة قتلتهم ... أو أربعون حدوتهم فاستجمعوا

وكأن هذا على اقتضابه جرى فيه جرير على مذهب المخاطبة الذي في عينية الحادرة وجعل بلاءه في الهجاء من باب بلاء الفرسان في الحروب ومثال رابع:

وقد أقصرت عن طلب الغواني ... وقد آذن حبلي بانصرام

إذا حدثتهن هزئن مني ... ولا يغشين رحلي في المنام

لقد نزل الفرزدق دار سعد ... ليالي لا يعف ولا يحامي

وهذا خبر جعثن والاقتضاب هنا وثبة ظاهرة.

ومثال خامس:

لقد نادى أميرك بابتكار ... ولم يلووا عليك ولم تزاري

وقد رفه الظعائن يوم رهبي ... بروح من فؤادك مستطار

<<  <  ج: ص:  >  >>