فيالك من ليل كأن نجومه ... بكل مغار الفتل شدت بيذبل
كأن الثريا علقت في مصامها ... بأمراس كتان إلى صم جندل
وقربة أقوام جعلت عصامها ... على كاهل منى ذلول مرحل
وواد كجوف العير قفر قطعته ... به الذئب يعوى كالخليع المعيل
فقلت له لما عوى إن شأننا ... قليل الغنى إن كنت لما تمول
كلانا إذا ما نال شيئًا أفاته ... ومن يحترث حرثي وحرثك يهزل
وكقفا نبك كلمة علقمة الميمية وخصرها قوله:
بل كل قوم وإن عزوا وإن كثروا ... عريفهم بأثافي الشر مرجوم
والحمد لا يشتري إلا له ثمن ... مما يضن به الأقوام معلوم
والجود نافية للمال مهلكة ... والبخل باق لأهليه ومذموم
والمال صوف قرار يلعبون به ... على نقادته واف ومجلوم
ومطعم الغنم يوم الغنم مطعمه ... أنى توجه والمحروم محروم
والجهل ذو عرض لا يستراد له ... والحلم آونة في الناس معدوم
ومن تعرض للغربان يزجرها ... على سلامته لابد مشئوم
وكل حصن وإن طالت سلامته ... على دعائمه لابد مهدوم
وما قبل هذا صبابات وصفات وما بعده صفات وصبابات وامرؤ القيس أحذق إذ احتفظ بلون من الوصف وجعل الحكمة تأملاً. وذهب علقمة مذهب المثل فبدت أبيات الحكمة لغير من يتأملها كالمقحمة، وليس كذلك إذ النعامة وظليمها تصوير لما تمناه من ناجية تلحقه بما فارقه من نعيم وهو الأترجة وما الأترجة رمز له، ولذلك صح له من بعد أن يقول.
قد أشهد الشرب فيهم مزهر رنم ... والقوم تصرعهم صهباء خرطوم
وتخصير بائية عبيد بن الأبرص قوله:
فكل ذي نعمة مخلوسها ... وكل ذي أمل مكذوب
وكل ذي إبل موروث ... وكل ذي سلب مسلوب
وكل ذي غيبة يئوب ... وغائب الموت لا يئوب
أعاقر مثل ذات رحم ... أو غانم مثل من يخيب