للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعود في الحرب أن لا براح ... إذا كلمت لا تشكي الكلوما

وهذا الفخر الذي فخر به لقومه، مع ما فيه من ذكر الفضائل، ليس له دخول في الحكمة كدخول الأبيات الأربعة التخصيرية التي مرت، ومن أدلة هذا الذي نذهب إليه قوله:

إذا كان بعضهم للهوان ... خليط صفاء وأما رؤوما

فهذا تعريض والتعريض ألصق بالفخر منه بالحكمة. وإن يك نفس الحكمة من كل ذلك قد يستفاد:

العينية مذيلة. قسمها الأول كمثل قسم الميمية الأوسط الذي هو تخصيرها من عند البيت الرابع إلى الثامن، خمسة أبيات، هو قوله:

فقد أصل الخليل وإن نآني ... وغب عداوتي كلأ جداع

أي وبيء:

وأحفظ بالغيبة أمر قومي ... فلا يسدي لدي ولا يضاع

ويسعد بي الضريك إذا اعتراني ... ويكره جانبي البطل الشجاع

ويأبى الذم لي أني كريم ... وأن محلي القبل اليفاع

وأني في بني بكر بن سعد ... إذا تمت زوافرهم أطاع

فهذا مما ظاهره فخر وباطنه الحكمة وهو من سننخ ما قاله في الميمية، وقبل هذه الأبيات ثلاثة هن في معنى ما وطأ به لتخصير ميميته من المخاطبة والمساءلة حيث قال:

وإن تسأليني فإني امرؤ ... أهين اللئيم وأحبو الكريما

ثم الأبيات الثلاثة من بعد، وهنا يقول:

ألا صرمت مودتك الرواع ... وجد البين منها والوداع

وهذا هو المطلع ثم المساءلة والجواب في قوله:

وقالت إنه شيخ كبير ... فلج بها ــ ولم ترع ــ امتناع

فإما أمس قد راجعت حلمي ... ولاح علي من شيب قناع

فقد أصل الخليل وإن نآني ... وغب عداوتي كلأ جداع

فهذا في معنى وإن تسأليني.

ولو قد لزم ترتيب شكل المخصرة لكان قوله:

وملموم جوانبها رداح ... تزجي بالرماح لها شعاع

<<  <  ج: ص:  >  >>