للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

التصرف أن يجتزئ الشاعر ببعض الشكل، فيعلم سامعوه أنما هذا حذو قصيدة كذا من عند قول شاعرها كذا. مثلاً كلمة عمرو بن الأهتم:

ألا طرقت أسماء وهي طروق ... وزارت على أن الخيال يشوق

يوشك أن يكون حذاها على بعض دالية طرفة، ولا سيما قوله:

وقمت إلى البرك الهواجد فاتقت ... مقاحيد كوم كالمجادل روق

البرك جماعة الإبل. مقاحيد كوم عظام الأسنمة. المجادل القصور. روق: خيار

بأدماء مرباع النتاج كأنها ... إذا عرضت دون العشار فنيق

أي وقت نفسها منه بهذه الأدماء أي البيضاء الكريمة التي كأنها فحل لا أنثى من عظمها- الفنيق الفحل. أي كانت هذه أول ما واجهه من الإبل فعقرها ونحرها لضيوفه جازراه.

بضربة ساق أو بنجلاء ثرة ... لها من أمام المنكبين فتيق

وقام إليها الجازران فأوفدا ... يطيران عنها الجلد وهي تفوق

فجر إلينا ضرعها وسنامها ... وأزهر يحبو للقيام عتيق

بقير جلا بالسيف عنه غشاءه ... أخ بأخاء الصالحين رفيق

فبات لنا منها وللضيف موهنًا ... شواء سمين زاهق وغبوق

كانوا يستحسنون الضرع وروي كبدها وسنامها والأزهر ولدها الذي في بطنها، عتيق أي كريم، أخ يعني نفسه لكرمه ونحره هذه النفيسة وما في بطنها، وفسر بعضهم الأزهر بالدن وجعله يحبو لامتلائه ويجوز هذا التفسير على بعد، لأن السياق ونموذج طرفة المحذو عليه هذا القول يقتضي المعنى السابق.

وبات له دون الصبا وهي قرة ... لحاف ومصقول الكساء رفيق

أي لحاف يرقد عليه وكساء يتدثر به.

وكل كريم يتقي الذم بالقري ... وللخير بين الصالحين طريق

لعمرك ما ضافت بلاد بأهلها ... ولكن أخلاق الرجال تضيق

نمتني عروق من زرارة في العلى ... ومن فدكي والأشد عروق

مكارم يجعلن الفتى في أرومة ... يفاع وبعض الوالدين دقيق

<<  <  ج: ص:  >  >>