للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

في آل غرف لو بغيت لي الأسى ... لوجدت فيهم أسوة العداد

آل غرف من قومه بني تميم قيل هو زيد مناة نفسه وقيل أحد أبناء أبنائه فمن قال ذلك جعل زيدًا المذكور في البيت التالي من هذه السلالة وإلا فهو زيد مناة -الأسى بضم الهمزة وكسرها جمع أسوة بضمها وكسرها وهي ما يتأسى به وما يقتدى به وقرئ بكسر الهمزة وضمها في القرآن والعداد بضم العين وفتحها فالضم جمع والفتح مفرد أي من يعد ما يتأسى به.

ما بعد زيد في فتاة فرقوا ... قتلاً وأسرًا بعد حسن تآدي

أي فرقوا بسبب فتاة أبوا تزويجها كما أراد المنذر بن ماء السماء فغزاهم وفرقهم والتآدي حسن الحال

فتخيروا الأرض الفضاء لعزهم ... ويزيد رافدهم على الرفاد

أي وكانوا قد تخيروا الأرض الفضاء قبل أن يقع بهم هذا الخطب فهذا آخر التأسي ويقابله في النموذج الذي حذا على مثاله وهو «قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل» قوله:

كلانا إذا ما نال شيئًا أفاته

في رواية من روى أبيات الذئب لامرئ القيس وهو الذي عليه الرواة غير ما طعن به الأصمعي ومن لم يروها فإنه يقابله منه قوله:

ألا أيها الليل الطويل ألا انجل

وما يلحق به من ذكر الأمراس والثريا.

وبعد هذا ذكر الشباب وما تصرم من سعادة العيش ولذاته من عند قوله: «وقد أغتدي والطير في وكناتها» إلى وصف الخيل والصيد وشيم البرق والصوار والسيل إلى آخر القصيدة- وكذلك ها هنا أخذ الأسود بن يعفر في ذكر لذات الماضي اللاتي قد انقضين يحزن بذلك ويتسلى معًا، وهو من عند قوله:

إما تريني قد كبرت وغاضني ... مانيل من بصري ومن أجلادي

أو عصيت أصحاب الصبابة والصبا ... وأطعت عاذلتي ولان قيادي

فلقد أروح إلى التجار مرجلاً ... مذلاً بمالي لينا أجيادي

ثم يمضي في الذكريات. وقوله مرجلاً عني به شبابه إذ سواد الشعر ووفوره إنما يكون في

<<  <  ج: ص:  >  >>