للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مالك بن نويرة:

صرمت زنيبة حبل من لا يقطع ... حبل الخليل وللأمانة تفجع

ويروى ولا الأمانة يفجع أي وحبل من لايخون الأمانة. والقصيدة مروية لمتمم بن نويرة وذكروا عن أحمد بن عبيد بن ناصح أن بعض الرواة يرويها لمالك. وعندي أن مذهب أسلوبها كأنه أقل حرقة تفجع من مذهب متمم في رثاء أخيه، إن كان قوله:

أفبعد من ولدت نسبة أشتكي ... زو المنية أو أرى أتوجع

مما يستعان به على نسبة الكلمة إلى متمم، لقول متمم في عينيته المنصوبة الروي المشهورة:

وفقد بني أم تتالوا فلم أكن ... خلافهم أن أستكين وأخضعا

ولم يفسروا لنا بيت متمم هذا تفسيرًا شافيًا. وينبغي أن يكون قد مات له من الإخوة من أمه وأبيه قبل مالك، مع الألى فصل ذكرهم من بعد ممن ذكرت لنا أسماؤهم ومقاتلهم وهو قوله:

وغيرني ما غال قيسًا ومالكًا ... وعمرًا وجزءًا بالمشقر ألمعا

أي الذين معًا

وما غال ندماني يزيد وليتني ... تمليته بالمال والأهل أجمعا

قالوا كان يزيد ابن عمه وقد خبرنا أنه ندمانه. فهذا يدل على أن كأنهما معًا.

ونسيبة أم مالك ومتمم، والبيت ليست ضربة لازم أن يكون قاله متمم، فمالك كأخيه يبكي على من هلك من شقيق وشقيقة. ونسبة البيت احتجاجًا به، على أنه لمتمم توشك أن تفيد أن نسيبة لم تلد مع متمم إلا مالكًا وكأن متمم يريد أن يقول «أفبعد مالك» بقوله «أفبعد من ولدت نسبة» وكأنه يريده وحده بقوله «وفقد بني أم إلخ» فيكون هو وحده بني الأم- وهذا بعيد.

وفي القصيدة بعد أشياء، ليست بدليل قاطع، ولكنها من ضرب ما يحدس به، توشك أن تنبئ بأن الكلمة لمالك لا لمتمم. منها أن متممًا زيد في شعره، وهذا قد ذكره ابن سلام، وأن العلماء أخرجوا ما زيد. فهذا مما أخرجه بعضهم. هذه واحدة.

<<  <  ج: ص:  >  >>