للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يهم بها القراد الموقع

والقاف قد تنقط النقطة الفوقية الواحدة كما في الخط المغربي فإن كان الناسخ قد اعتاد ذلك فربما وهم إذ خط حينًا آخر بالحرف المشرقي والباء قد تحرف من الدال. ولا معنى لموقع الغراب على سنام صحيح ممتلئ وإنما تقع الغربان على الجروح أو ما تتوهم أنه جروح. قال علقمة:

عقلاً ورقمًا تظل الطير تخطفه ... كأنه من دم الأجواف مدموم

ولا فائدة في ذكر ابن الأنباري للقراد إن كان الذي في الشعر الغراب، وقد اتبع بيت الراعي قوله: «يقول فمغرز المرافق ليس به ضاغط ولا ناكت ولا حاز ولا عيب فآباطهن ملس لا يثبت بها القراد لانملاسها أي لا يجد ما يقيل فيه يزل عن موضعه لملاسته وامتلائه، وكقول امرئ القيس

زيل الغلام الخف عن صهواته ... ويلوي بأثواب العنيف المثقل

وكقول الكلابي:

دلنظ يزل القطر عن صهواته ... هو الليث في الجمازة المتحرد

الدلنظ السمين قال أبو عمرو إنما هو الدلنظي وهو القصير السمين. أ. هـ.» - قلت فكل هذا قريب من قريب وليس فيه ذكر للغراب لماذا يخشى أن يزل، وإنما ينقر بمنقاره النقرة بعد النقرة فليس هو بقراد يريد أن يلصق ولا بقطر لا يمسكه مبتل وبر.

ثم يقول في ناقته العنس:

قربتها للرحل لما اعتادني ... سفر أهم به وأمر مجمع

فكأنها بعد الكلالة والسرى ... علج تقاليه قذور ملمع

هنا التشبيه بالحمار والقذور أتانه- قذور أي نفور قال الأنباري والقذور الظريفة الحسناء سميت بذلك لأنها كثيرة التقذر للأشياء- قلت هذا في النساء. أما هذه الأتان فهي مستعصية على فحلها لأنها وسقت وأشرق ضرعها للحمل.

يحتازها عن جحشها وتكفه ... عن نفسها إن اليتيم مدفع

اليتيم هو الجحش قالوا وحمار الوحش غيور يطرد عن إنائه جحاشها وربما كدم مذاكيرها.

ويظل مرئتبًا عليها جاذلاً ... في رأس مرقبة ولأيا يرتع

<<  <  ج: ص:  >  >>