للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أي يرتفع على الأماكن العالية ليرى أثم صائد أو ما يكره، ولا يرعى إلا بعد لأي لفرط شفقته على أتانه وغيرته عليها.

حتى يهيجها عشية خمسها ... للورد جأب خلفها متترع

الجأب هو الحمار الغليظ. متترع: متسرع

يعدو تبادره المخارم سمحج ... كالدلو خان رشاؤها المتقطع

المحح الأتان الطويلة على الأرض، شبه سرعة مضيها في المخارم وهي الطرق الجبلية واحدها مخرم، بالدلو التي انقطع رشاؤها أي حبلها وأخذا هذا من قول زهير:

يشج بها الأماعز فهي تهوي ... هوي الدلو أسلمها الرشاء

وبيت زهير أوضح وأجود، إذ مالك أو متمم جعل الأتان مبادرة من تلقاء نفسها وزهير جعلها متسلطًا عليها يدفعها دفعًا فتهوى هويًا من سرعتها. ثم قول زهير: «أسلمها الرشاء» فيه فجاءة السقوط. وفي مقال مالك نوع من ريث:

حتى إذا وردا عيونًا فوقها ... غاب طوال نابت ومصرع

لاقى على جنب الشريعة لاطئًا ... صفوان في ناموسه يتطلع

فرمى فأخطأها وصادف سهمه ... حجرًا ففلل والنضي مجزع

أهوى ليحمي فرجها إذ أدبرت ... زجلاً كما يحمي النجيد المشرع

فتصك صكًا بالسنابك نحره ... وبجندل صم ولا تتورع

لاشيء يأتو أتوه لما علا ... فوق القطاة ورأسه مستتلع

أي علا برأسه وراءها فوق ردفها وهما مغذان هربا.

قوله «غاب طوال نابت ومصرع» كقول لبيد:

محفوفة وسط اليراع يظلها ... منه مصرع غابة وقيامها

وقد جعل لبيد القيام قافية وذلك في باب الفأل أجود وجعل مالك المصرع قافية فتأمل. وكذلك قوله وصادف سهمه حجرًا- وقد تم المعنى عند إخطاء الرامي فأبى إلا أن يتكسر النصل ويبقى النضي أي القدح الذي لا نصل فيه. وقد لقي مالك بسهمه من خالد حجرًا بئيسًا.

ثم يجيء القسم الثاني من المذيل وهو في الأصل ثالث وفيه ذكر القنيص والفتوة وصفة الحصان

<<  <  ج: ص:  >  >>