ولقد غدوت على القنيص وصاحبي ... نهد مراكله مسح جرشع
ضافي السبب كأن غصن أباءة ... ريان ينفضها إذا ما يقدع
قالوا وكان لمالك جمة حسنة وكان يسمى الجفول. فحصانه كالرمز لنفسه:
تثق إذا أرسلته متقاذف ... طماح أشراف إذا ما ينزع
تئق أي ممتلئ حيوية وحدة
وكأنه فوت الجواب جانئًا ... رئم تضايفه كلاب أخضع
الجوالب أصحاب الصياح والجلبة في الرهان، يشوشون بذلك على الفرس السابق. جانئًا منحنيًا لأن الفرس لمام صيح به خضع عنقه ومر مسرعًا. رئم: غزال. قالوا قال الأصمعي كان هذا الوصف يرد من قوله وينسب فيه إلى الغلط لأن خير جري الذكور الاشتراف وخير جري الإناث الخضوع. وقد أحسن الشارح الرد على الأصمعي إذ قال: وإنما أراد أنه خضع ليعتمد في الجري كما يعتمد الظبي. قلت إن كان هذا الشعر قاله مالك فقد كان أعلم بالخيل وأدرب بأمرها من الأصمعي. والوجه ما قاله الشارح. تضايفه الكلاب أي تأخذ بجانبيه فيخضع الغزال عنقه ثم ينخرط جريًا. فهؤلاء الجوالب بمنزلة الكلاب.
فله ضريب الشول إلا سؤره ... والجل فهو مربب لا يخلع
قوله إلا سؤره ينبئنا به أنه يعطى الحليب أولاً، فلا يشرب أحد من أهل البيت إلا بعد أن يأخذ الفرس كفايته:
فإذا نراهن كان أول سابق ... يختال فارسه إذا ما يدفع
بل رب يوم قد حبسنا سبقه ... نعطي ونعمر في الصديق وننفع
ثم أتبع هذا ذكر سباء الخمر وكرر لفظ السبق ومعناه يترنم بذلك
ولقد سبقت العاذلات بشربة ... ريا وراووقي عظيم مترع
جفن من الغربيب خالص لونه ... كدم الذبيح إذا يشن مشعشع
ألهو بها يومًا وألهي فتية ... عن بثهم إذا ألبسوا وتقنعوا
وروى أبلسوا وتقنعوا
ويوقف شيئًا عند هذا البيت. ونتساءل هل نظمت هذه القصيدة عند شروعهم في الردة. وإلا فالمعنى إلا لباس والتقنع. قال الشارح: «أي من شدة همهم كأن لهم منه لباسًا وقناعًا» - وأبلسو أي وجموا من الهم. وأبسلوا رواية قال أي «أسلموا