للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وما أنصف ابن قتيبة العجاج حيث أخذ عليه زعمه أن من يحسن البناء لا يعجز عن الهدم، يجعل المدح بناء والهجاء هدمًا، فزعم ابن قتيبة أن العجاج أخطأ وأن المدح بناء والهجاء بناء، نعم بناء من حيث إنه لابد فيه من صناعة وحذق وتجويد. ولكنه من حيث منهج القول وشكله سلب لما يوجبه المدح. فهذا الجانب من أمره هدم، وكأنه هذا هو مراد العجاج. ومن أدل الشواهد على ذلك مثلاً قول الفرزدق:

إن الذي سمك السماء بنى لنا ... بيتًا دعائمه أعز وأطول

بيتًا زرارة محتب بفنائه ... ومجاشع وأبو الفوارس نهشل

فنقضه جرير بقوله:

أخزى الذي سمك السماء مجاشعًا ... وبنى بناءك بالحضيض الأسفل

بيتًا يحمم قينكم بفنائه ... دنس مقاعده خبيث المدخل

والذي صنعه الأعشى لمن تأمله ينزل بخفة هزله منزلة النقض بالنسبة إلى وقار النابغة وحسن أدب علقمة.

ولمزرد بن ضرار أخي الشماخ دالية طويلة في المفضليات مطلعها

ألا يا لقوم والسفاهة كاسمها ... أعائدتي من حب سلمى عوائدي

تهدد فيها رجلاً يقال له زرعة بن ثوب. وقص الشارح خبر هذه القصيدة قال (١: ١٢٨) «قال أحمد أخبرنا محمد بن عمرو بن أبي عمرو الشيباني إملاء علينا قال: كان أهل بيت من بني ثعلبة بن سعد بن ذبيان جاوروا في بني عبد الله بن

<<  <  ج: ص:  >  >>