خذوا دأبًا بما أثأيت فيكم ... فليس لكم على دأب علاء
ودأب هذا ابنه. فقد سلك سبيلاً من الإنصاف أسد مما فعل مزرد من بعد:
وليس لسوقة فضل علينا ... وفي أشياعكم لكم بواء
وما إن خلتكم من آل نصر ... ملوكًا والملوك لهم غلاء
ولكن نلت مجد أب وخال ... وكان إليهما ينمي العلاء
فهذا تهكم، أي أبوك وأمك ليسا من الملوك ولكن سوقة كسائر الناس وإنما يفخر المرء في النسب بأبويه.
أبوك بجيد والمرء كعب ... فلم تظلم بأخذك ما تشاء
أي فقد ظلمت لأنه ليس واحد من هذين بملك وإنما أنتم سوقة أو كما قال:
ولكن معشر من جذم قيس ... عقولهم الأباعر والرعاء
أي أنتم تدفع لكم الدية، الإبل ورعاؤها، فلم تطلبون القصاص، وفوق ما أنتم له أهل. والأمثلة في هذا الباب كثيرة. وبعض ما جاء فيه خطاب المرأة سنخه من هذا الباب ككلمة أبي قيس بن الأسلت:
قالت ولم تقصد لقيل الخني ... مهلاً فقد أبلغت أسماعي
وكلمتا سلمة بن الخرشب وعامر بن الطفيل (السادسة والسابعة بعد المائة من المفضليات) وقد يداخل جميع ذلك نفس من هجاء.
ومن بين الطوال السبع قصيدتا عنترة ولبيد فرعان معًا من مذهب المدحة النابغية الشكل ونقيضتها الأعشوية، وعنترة أسبق من هذين كليهما، وإنما مقصدنا التنبيه على معادن الأشكال، ولا نزعم أن عنترة قد أخذ من هذين، بل قد نرى أن الأعشى في