كلاكما قد هان ... واستمرأ الأتراح
إن قدروك الآن ... لم يجهلوا قدره
لم يفهموا الإنسان ... إن يفهموا غيره
ومعنى هذا البيت غير واضح.
تعيش بين الحقول ... مستأصلا للضرر
بناقرٍ لا يحول ... وناظر من شرر
قد لبست البياض ... في صورة الناسك
وتارة مثل قاضٍ ... يقضي على الهالك
أي يحكم بالإعدام! ! ولا يخفى عليك ما في كلام الناظم من لت وعجن.
تتابع الحرثا ... وتلقط الديدان
تلوح كالوسنان ... والحلم العابد
لكنك اليقظان ... والباحث الساجد
في صفرة البرتقال ... رجلاك والمنقار
كلاهما في الجمال ... تراه أبهى شعار
شعارنا للنضار ... شعارنا للغنى
معنى الشاعر الذي قصد إليه كريم، ونياته التي بعثته إلى قرض هذه المسمطة من أحسن النيات. ولكن ليست النيات الحسنة وحدها كافية لأن تبلغ الجنة. إن لم يسلك بها على نهج حسن. ولأمر ما زعم الغزالي أن الذي يبدو محسنًا ونيته سيئة هو عند الله مسيء، وأن الذي يبدو مسيئًا ويفعل ما من شأنه أن يضر على حسن نية منه، هو أيضًا عند الله مسيء. وفي ذلك ما يدل على أن للوسائل ما للنوايا من أهمية، بل ربما تكون أهميتها أكثر. وما أكثر الوسائل المعوجة التي يتبعها أصحاب النوايا الطيبة، فتوقعهم في غمرة الشرور.
تأمل إلى نسج هذه الموشحة- تجد الشاعر بدأها بموازنة ثم وصل إلى نتيجة، وكان حقه أن يقف هناك، عند قوله: لم يفهموا الإنسان، ولكنه ترسل، وترسل حتى أداه ترسله إلى غاية غير ملائمة لما بدأ بذكره، وهي تشبيه "أبي قردان" بالبرتقال ثم الذهب! ! وادعاء العمق والفلسفة بعد ذلك في قوله: شعارنا للغنى! !