وقد كان الشاعر مع هذا ضعيفا في أدائه، عبدا لزخرف من القوافي، مقيدة في الصدور ومختلفة بين الإطلاق والتقييد في الأعجاز، كما في "الديدان" من البيت التاسع، و"النضار" من البيت الأخير. ثم إن هذه الزخرفة اللفظية مع افتنان الشاعر فيها، ليس لها شفيع من رصانة أو قوة في الصياغة. بل الركاكة ووضع الكلمات في غير مواضعها، هو الصفة الغالبة على هذه القطعة. خذ قوله "شعارنا للنضار" ما معنى هذا الكلام؟ أليس مراده أن يقول "هو لون النضار" إذ ليس للنضار لون غير الصفرة حتى نتخذها له شعارّا، والشعار فيه معنى الاصطلاح والتواضع كما لا يخفى.
ومن أكثر أنواع التسميط المعاصر نفاقا الهزجيات والرمليات، ومن الهزجيات المشهورة كلمة نعيمة:"أخي إن ضج بعد الحرب الخ". ولأبي الوفا كلمة، مدحها صاحب الشعر المعاصر (نفسه ٢٠٦) منها: