لك الحيوان الراكب الخيل كله ... وان كان بالنيران غير موسم
وهذا الذي يرى فرسان كافور وأجناده وعظماء دولته جميعا هو الحيوان الراكب الخيل، ماذا عسى أن يكون رأيه في كافور نفسه؟
هذا آخر القسم الأول.
ويبدأ القسم الثاني من عند قوله:«أقمت بأرض مصر». وهو من عزيز الحكمة جاء فيه بوصفه الباهر التأمل للمحى:
أقمت بأرض مصر فلا ورائي ... تخب بي الركاب ولا أمامي
كافور عن التمام أنه خام دون الثقة به وتبليغه ما كان يؤمله منه أو بعضه من تنويل ضيعة أو ولاية. والذي سأله أبو الطيب ليس ببدع أن يعطاه شاعر فقد ولى أبو تمام بريد الموصل. فكأن أبا الطيب بهذه الوثبة يلفتنا إلى ما آلت إليه حاله من السقم بعد ما كان له من تأميل عند قادر مستطيع تحقيقه، ولكنه عجر عن ذلك- وهذا يا للأسف من عيوب طبيعة البشر.
ولعلك أيها القارئ الكريم قد ترى كيف صار ما كان أوجزه أبو الطيب في معاتبته سيف الدولة إذ قال:
واحر قلباه ممن قلبه شبم ... ومن لجسمي وحالي عنده سقم
ههنا مفصلا مشروحا.
ضعف أبي الطيب وحسرته عند كافور، ذلك الذي أحوجه إلى شرحه سقم جسمه وحاله، شرحا مفصلا يستدر به عطف هذه القلوب القاسية.
وملني الفراش وكان جنبي ... يمل لقاءه في كلل عام
قليل عائدي .......
ولو كان أثير المكان عند دولة كافور لكان عوداه قد كثروا