بمنزلتهم ممن يهمهم أمره، وقول بولونيوس الذي قر بنا تعريبه آنفًا
There my blessing with thee!
And these few precepts in memory
Look thou character.
الله فاتقه وأوف بنذره ... وذا حلفت مماريا فتحلل
والضيف أكرمه فإن مبيته ... حق ولاتك لعنة للنزل
وأعلم بأن الضيف مخبر أهله ... بمبيت ليلته وإن لم يسأل
وهذا من صميم أدب العرب، أعني قرى الضيف ومبيته.
ودع القوارص للصديق وغيره ... كيلا يروك من اللئام العزل
وصل المواصل ما صفا لك وده ... وأحذر حبال الخائن المتبدل
وقد كشف ما تضمنه هذان البيتان من ثمين المعاني صالح بن عبد القدوس حيث قال في موضع من بائيته الطويلة الزينبية: -
ودع الكذوب فلا يكن لك صاحبا ... إن الكذوب يشين حرا يصحب
وأحذر مصاحبة اللئام فإنها ... تعدي كما يعدي الصحيح الأجرب
إن القلوب إذا تنافر ودها ... مثل الزجاجة كسرها لا يشعب
إن العدو وإن تقادم عهده ... فالحقد باق في الصدور مغيب
يعطيك من طرف اللسان حلاوة ... ويروغ منك كما يروغ الثعلب
وقال أبو الطيب:
لا يخدعنك من عدو دمعه ... وارحم شبابك من عدو ترحم
لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى ... حتى يراق على جوانبه الدم
يؤذي القليل من اللئام بطبعه ... من لا يقل كما يقل ويلؤم
أي أذاه للعدد الكثير على مقدار عظم لؤمه وجسامة خساسة قدره وقلته. أي كلما كان أقل والأم كان أذاه أكثر وأشد.
الظلم من شيم النفوس فإن تجد ... ذا عفة فلعلة لا يظلم