للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والذل يظهر في الذليل مودة ... وأود منه لمن يود الأرقم

ومن العداوة ما ينالك نفعه ... ومن الصداقة ما يضر ويؤلم

فهذا جار مجرى النصيحة والوصية- وقال البرجمي، وإنما ذكرنا أبيات أبي الطيب هذه لما فيها من معنى الصداقة، وتناول أبي الطيب له كثير: -

واترك محل السوء لا تحلل به ... وإذا نبا بك منزل فتحول

دار الهوان لمن رآها داره ... أفراحل عنها كمن لم يرحل

فكيف إذ ضرب الهوان بجرانه في كل دار. قال تعالى جل من قائل: {إلا المستضعفين من الرجال والنساء والولدان لا يستطيعون حيلةً ولا يهتدون سبيلًا}

وقال عبد قيس:

وإذا هممت بأمر شر فائتد ... وإذا هممت بأمر خير فافعل

قال الضبي -أي أبو عكرمة- هذا مأخوذ من قول لبيد:

واكذب النفس إذا حدثتها ... إن صدق النفس يزري بالأمل

غير أن لا تكذبنها في التقي ... واخزها بالبر لله الأجل

قال الشارح واخزها يعني سسها يقال قد خزاه الله يخزوه قال الشاعر:

«ولا أنت دياني فتخزوني» - قلت يجوز أن يكون الضبي قال ما قال يريد به محض المشابهة، وإلا فعبد قيس بن خفاف البرجمي من معاصري نابغة بني ذبيان وحاتم طي ولبيد بعد زمانهما، إلا أن يقال قد طال عمر لبيد، وليس ذلك بدافع ما تقدم.

وقال شكسبير على لسان بولونيوس بعد الفاتحة التي مضى ذكرها:

Give thy thoughts no tongue

Nor any unproportion'd thought his act

Be thou familiar; but by no means vulgar;

The friends thou hast and their adoption tried

Grapple them to thy soul with hoops of steel;

But do not dull thy palm with entertainment

Of each new- hatch'd; unfleg'd comrade. Beware,

Of entrance to quarrel, but being in

Bear't that th' oppsosed may beware of thee.

Give every man thy ear, but few thy voice;

Take each man's censure, but reseve thy judgement.

ترجمة تقريبية

لا تعط آراءك لسانا

ولا رأيًا غير ممحص فعله

عليك بالألفة، ولكن إياك والابتذال

أصدقاؤك الذين بلوت مودتهم

<<  <  ج: ص:  >  >>