(٢) يوشك المرء أن يفرد ديوانًا كاملا من طرديات أبي نواس. وقد كان الإكثار من النظم في فن واحد فنًا شائعا في عصره، من ذلك منظومات أبي الشمقمق في قطه نازويه، ومنظومات أبي حكيمة في رثاء شبابه وقد وفق أبو نواس في استعمال الرجز لأنه أنسب بحر للطرديات، وهذا لا يقدح فيه ما نجده لزهير وامرئ القيس من طرديات في غير الرجز كالطويل مثلا، فذانك قد أرادا إلى وصف اللذة الناشئة عن الطرد لا الطرد نفسه، ويدل على هذا ما تجده عندهم من ذكر الخدم والطهاة. (٣) يعني كأنها مخندق عليها، وكأنها لابسة جلا من شدة الظلام، والأبيات من قصيدته "أدارا بخروي" وسيأتي الكلام على شعره في جزء آخر من هذا الكتاب إن شاء الله.