غللت المهارى بينها كل ليلة ... وبين الدجى حتى أراها تمزق
وعندي أن ذا الرمة كان يرتاح من القصيد إلى الرجز، إذ كان يهتم ويجد في نظم القصيدة ويتكلف التجويد. أما الرجز فكان يلقي الكلام فيه مترنمًا بلا كلفة. ولهذا فقد كان رجزه يتدفق سلسًا حلوًا، يقل فيه الإغراب بالنسبة إلى غيره من نظم الرجاز مثال ذلك أرجوزته:
هل تعرف المنزل بالوحيد ... قفرًا محاه أبد الأبيد
وفيها يقول:
يا مي ذات المبسم البرود ... بعد الرقاد والحشي المخضود
والكشح من أدمانة عنود ... عن الظباء متبع فرود
أهلكتنا باللوم والتفنيد
ويقول:
قد عجبت أخت بني لبيد ... وهزئت مني ومن مسعود
رأت غلامي سفر بعيد ... يدرعان الليل ذا السدود
ويقول في قصر الصلاة وكان من المحافظين على أوقاتهم:
إذا حدوهن بهيد هيد ... حتى استحلوا قسمة السجود
والمسح بالأيدي من الصعيد
ولاميته التي مطلعها:
ما هاج عينيك من الأطلال ... المقفرات بعدك البوالي
غيرها تقادم الأحوال ... وغير الأيام والليالي
حلوة النغم رشيقة الجرس، وقد مثل فيها كل ما تعرضه البادية من حسن