هصرت بفودي رأسها فتمايلت ... على هضيم الكشح ريا المخلخل
والمرأة الشابة الجميلة كالمهرة الضامر- «طي التجارب بحضرموت برودًا»
وفي المعنى أيضًا أنفاس سحيم عبد بني الحسحاس:
» افرجها فرج القباء ... »
قاتله الله ... زعموا أن عمر قال له إنك مقتول ... ولعله ما قتله إلا الأساطير
ما زلت أمنعها المنام غواية ... حتى لقد بتنا بليل الأنقد
يقال بات بليل أنقد وبليل الأنقد أي ساهرًا وأنقد كأحمد (علم غير منون مطلق على الجنس) وقد تدخله اللام، هو القنفذ وما أشبه عندي أن يكون الشاعر قد قال «بليلة أنقد» كقول الأعشى «ألم تغمض عيناك ليلة ارمدا» لذكره السهر في قوله «امنعها المنام» - بالإشارة إلى قول الأعشى موجودة على كل حال، «إلا إن ليلة انقدا» أشد شبهًا وما بلغنا جيد قوي فلا ينبغي أن نعدل عنه «وغواية» تنظر إلى قول امرئ القيس «وما أن أرى عنك الغواية تنجلي» وما زلت منها في صياغة حذو على «ما زلت أرميهم» ... بيت عنترة.
روعاء تفزع من عصافير الضحى ... ترفا وتجزع من صياح الهدهد
فترفها على هذا أنها عذراء إذ قد زعم أنها بدوية من قبل
حتى إذا نم الصبا وتتابعت ... زيم الكواكب كالمها المتبدد
الصبا يجوز إنها ريح الصبا وهذا من قوله تعالى:{والصبح إذا تنفس} .. وما استبعد أن يكون أراد الصباح فحذف على مذهب الفصحاء كقول علقمة:«بسبا الكتان» وقول لبيد: «درس المنا بمتالع فأبان» زيم الكواكب، أي متفرقاتها والتشبيه بقطيع المها المتبدد من امرئ القيس:
فأدبرن كالجزع المفصل بينه ... بجيد على معم في العشيرة مخول
اللاتي أدبرن هن بقر الوحش. وفي اللامية قوله:«إذا ما الثريا في السماء تعرضت تعرض أثناء الوشاح» وهو وشاح التي في جيدها هذا الطوق. والمعاني تتداعى فمن هنا جاء البارودي بتشبيهه. وقد كان قلب البارودي وخياله مفعمًا بصور بيان الشعراء، وما أجاب به سؤال مطران يدل على ذلك.