للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فهو من قول غيلان: "فاستبدلت والدهر ذو استبدال"، والسرقة في تركيب اللفظ ورصفه هنا، إذ المعنى معروف ليس فيه ابتكار، ولم يخل بشار من اتباع للعجاج وابنه لا سيما في المدح. تأمل قوله:

فالآن ودعت الفتو الحزبا ... أعتبت من عاتبني أو سبا

وراجعت نفسي حجاها عقبا ... وملك يحبي القرى لا يجبى

ضحم الرواقين إذا اجلعبا ... يخافه الناس عدًا وصحبا (١)

كما يخاف الصيدن الأزبا ... صب لنا من وده واصطبا (٢)

وفي الأخرى يقول:

يا عقب يا ذا القحم الرغاب ... في الشرف الموفي على السحاب (٣)

يربي على القوم بفضل الرابي ... وأنت شغاب على الشغاب

للخطة الفقماء آب آبي

وهذا، وإن كان ليس فيه غريب كثير، فإن فيه نفس رؤبة وأسلوبه. وخير أراجيز بشار هي داليته التي أوردها صاحب الأغاني على تمامها، وذكر أن سبب نظمها هو أن عقبة بن رؤبة تحدي بشارًا بمجلس عقبة بن سلم. وهي من أحلى شعر بشار.


(١) اجلعب: نزل واضطجع.
(٢) الصيدن: نوع من الذباب، والأزب: الجمل الكثير شعر الحاجب.
(٣) ياذا القحم الرغاب: يا ذا المخاطرات العظيمة، ورغاب: جمع رغيب.

<<  <  ج: ص:  >  >>