الشاعر أن ضررهم كان أكبر من نفعهم في جانب شخصية الأمة وتكوينها الحر، قال مطران:
أكبر برمسيس ميتًا لا يلم به ... موت وأكبر به حيًا إلى الآن
لولا تماثيله الأخرى محطمة ... ما جال في ظن فان أنه فان
في مصر عز فراعين فما بلغوا ... بها مبالغة في رفعة الشأن
ولم يتم لها في غير مدته ... ما تم من فضل إثراء وعمران
تخير الخطة المثلى له ولها ... يعلو فتعلو به والخفض للشاني
ما زال بالقوم حتى صار بينهم ... إله جند تحابيه وكهان
ورب سائمة بلهاء هائمة ... تشقى وتهواه في سر وإعلان
يسومها كل خسف وهي صابرة ... لا صبر عقل ولكن صبر إيمان
إن بات في حجب باءت إلى نصب ... يلوح منه لها معبودها الحاني
فبجلت تحت تاج الملك مدميها ... وقبلت دمها في المرمر القاني
وجاء السوربوني بالمنظومة المطرانية كاملة، وهي خالية كما ترى من رنة إيقاع جزالة القصيد- وأمثال:
ورب سائمة بلهاء هائمة ... تشقى وتهواه في سر وإعلان
صناعة تقسيم كأنما فطن الناظم بها إلى مغسولية ما نظمه وفقدانه كل طعم فألقى بهذا عليه ضربًا من ملح وأبزار- وفي سر وإعلان إنما هي تتمة مضناة.
وجاء في مختاراته من صبري باشا بالنونية التي هذه المطرانية رد عليها (١):
لا القوم قومي ولا الأعوان أعواني ... إذا ونى يوم تحصيل العلا وإني
ولست إن لم تؤيدني فراعنة ... منكم بفرعون عالي العرش والشأن
لا تقربوا النيل إن لم تعملوا عملاً ... فماؤه العذب لم يخلق لكسلان
ردوا المجرة كدا دون مورده ... أو فاطلبوا غيره ريا لظمآن
وابنوا كما بنت الأجيال قبلكمو ... لا تتركوا بعدكم فخرًا لإنسان
أمرتكم فأطيعوا أمر ربكمو ... لا يثن مستمعًا عن طاعة ثاني
(١) ()