للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مذهب بياتي

قدك أمير الأغصان ... من غير مكابر

وورد خدك سلطان ... على الأزاهر

دا الحب كله أشجان ... يا قلب حاذر

والصدويا الهجران ... يا قلب حاذر

والصدويا الهجران ... جزا المخاطر

دور

يا قلب دنت حبيت ... ورجعت تندم

وصبحت تشكي ما رأيت ... لك حد يرحم

صدقت قولي ورأيت ... ذل المتيم

ياما نصحت ونهيت ... لو كنت تفهم

دور

أعرض لحسنك أوراق ... واكتب ودون

وأبات صريع الأشواق ... وأحسب وأخمن

دا هجر وصبابه وفراق ... يارب هون

وارحم قلوب العشاق ... داشي يجنن

وشعره الغنائي أنواع، منها النوع المتقدم الذي جعل خصيصًا للغناء، ومنها ما تتخلله نزعة دينية. وقد نظم لامرتين (١) من هذا النوع ديوانيين. مثال ذلك قول شاعرنا:

[إلى الله]

يا رب أين ترى تقام جهنم ... للظالمين غدا وللأشرار

لم يبق عفوك في السماوات العلى ... والأرض شبرًا خاليًا للنار

يا رب أهلني لفضلك واكفني ... شطط العقول وفتنة الأفكار

ومر الوجود يشف عنك لكي أرى ... غضب اللطيف ورحمة الجبار

يا عالم الأسرار حسبي محنة ... علمي بأنك عالم الأسرار

أخلق برحمتك التي تسع الورى ... ألا تضيق بأعظم الأوزار

هذه الأبيات من خير ما قيل في الاستعطاف والرجاء وهي من أرقى الشعر الغنائي الذي يعلو بالعاطفة الدينية الخالصة إلى السماء كما تعلو الصلوات لله، وما أكثر الشبه بين قولين:


(١) الفونس دي لامرتين ALPHONSE DE LAMARTINE ولد سنة ١٧٩٠ م توفي ١٨٨٩ م فقارب عمره مائة عام كما ترى وكاد ينتخب لجمهورية فرنسة. على أنه اشتهر بشعره الرومانسي والجانب الديني منه خاصة.
قالوا كانت أمة متدينة فأخذته بتربية دينية خرج عنها إلى نوع من الإلحاد في أول مراهقة شبابه ثم عاد إلى التدين من أجل سلام الروح والحقيقة التي في الأعماق ويعتبر شاعر المسيحية عند الفرنسيين.

<<  <  ج: ص:  >  >>