سبل ربك ذللًا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآيةً لقوم يتفكرون (٦٩)}
أليس في مملكة النحل لقوم تبصرة
والحق أن التبصرة في النحل لا في مملكة النحل- ولكن شوقي إنما جعل هذا رمزًا لقضية النظام والأخلاق، وما الإشارة إلى التبصرة إلا مذهب من تزيين الأساليب
ملك بناه أهله ... بهمه ومجدرة
لو التمست فيه بطال اليدين لم تره
تقتل أو تنفي الكسال فيه غير منذرة
«منذرة» هذه من لغة دواوين الموظفين
تحكم فيه قيصرة ... في قومها موقرة
جعلها قيصرة لغلبة فكرة تحرير المرأة على الأذهان. فهو يشبه المرأة هنا بعاهلة أوربية، هي هذه المرأة الأوربية التي شرعت تبارى الرجال وتنافسهم وكان سبيل شوقي إن كان حقًا يعني التشبيه بامرأة حاكمة أن يذكر بلقيس أو كليو بطرة أو الزباء، فليس للروم قيصرة بهذا المستوى- اللهم إلا أن يجعل كاثرين الروسية واليزابيث الإنجليزية بتلك المنزلة. وقد كان يقال الملكة روسية القيصرة، وكانت كاثرين ذات جبروت ودهاء.
من الرجال وقيود حكمهم محررة
لا تورث القوم ولو كانوا البنين البررة
الملك للإناث في الدستور لا للذكرة
بكسر الذال وفتحة الكاف بعد وهو جمع نادر الاستعمال من المتصيدات بلا ريب:
نيرة تنزل عن ... هالتها لنيرة
هذا من ترنم شوقي، وهو شيء قصيدي المعدن، ولا يزيد به المعنى كبير شيء- ولكنه دندنة حسنة. قولنا لا يزيد به المعنى كبير شيء لأن مراد شوقي من قوله «نيرة» غير واضح، وإنما هي عبارة مدح لملكة النحل، جعلها نيرة لتوهمه على رأسها تاجًا يلمع- أو هو مفرد انتزعه شوقي من جمع المؤنث السالمات: النيرات. ولشوقي ولع بالترنم به:
المترعات من النعيم الراويات من السرور
العاثرات من الدلال الناهضات من الغرور