الآمرات على الولاة الناهيات على الصدور
الناعمات الطيبات العرف أمثال الزهور
وأصله من أبي الطيب-
بأبي الشموس الجانحات غواربا ... اللابسات من الحرير جلاببًا
المنبهات عقولنا ونفوسنا ... وجناتهن الناهبات الناهبا
وهلم جرا-
فهل ترى تخشى الطماع في الرجال والشره
هذه قافية لا تعجب ابن رشيق، ولا بأس بها على قلق ما
فطالما تلاعبوا ... بالهمج المسيرة
وعبروا غفلتها ... إلى الظهور قنطرة
هنا تعريض- وأنفاس من روح العصر التحررية الدعوى
وفي الرجال كرم الضعف ولؤم المقدرة
وفتنة الرأي وما ... وراءها من أثرة
وهذه الحكمة كأنها استطراد- ولكنها متصلة بالموضوع اتصالاً غنائيًا. وذلك أن هذا المنهج الذي سلكه شوقي من وحدة الموضوع وجودة الصياغة والترتيب، معه تأويل ذاتي، مستمد من نفس الموضوع، مشع به وعليه- هذا منهج «ليريكي». وهنا يصدق حدس السوربوني إذ فطن إلى أن في طريقة إسماعيل صبري غنائية، وقد رام تفسيرها بأداء الغناء ذي الأدوار. ولكن تفسيرها هو هذا. وهذا المنهج عند شوقي وحافظ كليهما أوضح، وهو مما فارقا به بنية القصيدة القديمة، بنوع من تجديد غربي المعدن. ثم رجع شوقي من الاستطراد إلى قيصرته:
أنثى ولكن في جنا ... حيها لباة مخدرة
واللباة أنثى فالمقابلة غير جيدة إلا على توهم نوع من «لكن» نابغي مثل «غير أن» التي في قوله.
ولا عيب فيهم غير أن سيوفهم ... بهن فلول من قراع الكتائب
ولا يخلو البيت على ظاهر صياغته من نوع غير متقن الصقل. ولماذا خص الجناحين باللبؤة. هل أراد أنها على طيرانها لبؤة؟ كلا- أراد فقط أنها أنثى من صغار النحل ولها من قوة عظام السباع كمثل قوة اللبؤة وشراستها.