ذائدة عن حوضها ... طاردة من كدره
تقلدت إبرتها ... وادرعت «بالحبرة»
فصارت القيصرة هانمًا ست بيت ترفو ملابس الزوج والأسرة- وانجرف شوقي مع التنغيم والرغبة في طول النفس، فخلط في كلامه بما يشبه الإسفاف.
كأنها تركية ... قد رابطت بأنقرة
ولو رابطت بأزمير أو أفيون قره حصار أو اصطمبول، لكانت أيضًا تركية- وإنما جلب «انقرة» القافية، وهذا مما يقع تحت ما عابه قدامة حيث تمثل بقول الآخر:
فوقاك الإله من وارث وا ... ل وأبقاك صالحًا رب هود
ثم ما للنساء والمرابطة؟ - تأمل تداعي المعاني، الإبرة «والحبرة» جاءتا بالتركية. أنقرة جاءت برابطت ليتم البيت، ولعمري، إذ قد اتهم ابن الباقلاني أمرأ القيس بالحاجة إلى إتمام الوزن في تكراره الخدر حيث قال «ويوم دخلت الخدر خدر عنيزة» وامرؤ القيس من لا يتهم، فإن غيره لن يجور إن اتهم شوقيًا بالحاجة إلى مثل ذلك في قوله:
كأنها تركية ... قد رابطت بأنقرة
ودعت «رابطت» «جان دارك»، كأنه يرد به على من زعم أن النساء لا يرابطن- واستطرد إلى ذكر شيء عن «جان دارك».
كأنها جان دارك في ... كتيبة معسكرة
وينبغي أن تنطق «جندرك» لكيلا يلتقي ساكنان في حشو البيت
تلقي المغير بالجنو ... د الخشن المنمرة
المغير هنا هم الإنجليز أعداء شوقي وأعداء قومه. فقد جعل «جندرك» رمزًا وطنيًا، فصرفه ذلك عن التركية ذات «الحبرة»: -
السابغين شكة ... البالغين جسرة
هذا البيت ترنم وفيه وهن إذ مراده البالغين غاية الجسارة، ولكنه حذف معمول البالغين، فصار فيها معنى البلوغ وحده، ولا يصلح وحده إلا على أن يتم نقص معناه قارئه. وجسرة حال أي حال كونهم جاسرين، جمع جاسرًا على جسرة، كما في بيت الجموع-
غلمانهم للأشقياء عملة ... قطاع قضبان لأجل الفيلة
والعقلاء شرد ومنتهى ... جموعهم في السبع والعشر انتهى