باكرة تستنهض الـ ... ـعصائب المبكرة
ثم يجئ الترنم بجمع المذكر السالم على طريقة أبي الطيب:
الثابتين فروسة كجلودها ... في ظهرها والطعن في لباتها
العارفين بها كما عرفتهم ... والراكبين جدودهم أماتها
قال شوقي من بعد قياسًا على هذا النمط:
السامعين الطائعيـ ... ـن المحسنين المهرة
ولا يخفى أن أصل النسق قرآني، ولكن شوقي كان بمحاكاة الشعراء ومجاراتهم مغرى وبذلك أدرب، فهذا زعمنا أنه أخذ بطريق أبي الطيب
من كل من خط البنا ... ء أو أقام أسطره
أو شد أصل عقده ... أو سده أو قوره
أو طاف بالماء على ... جدرانه المجدرة
ثم اختتم شوقي هذه المقالة القصيدية بعودة إلى صفة النحلة، وقد كان وصفها مفردة، فالآن جاء بها في جموعها- في ثولها الدائب ذي الدوى: -
وتذهب النحل خفا ... فا وتجئ موقرة
حوالب الشمع من الـ ... خمائل المنورة
جوالب الماذي من ... زهر الرياض الشيرة
ذوات الشارة أي الحسن والكلمة متصيدة
مشدودة جيوبها ... على الجنى مزررة
هنا عودة إلى ذباب عنترة
وكل خرطوم أدا ... ة العسل المقطرة
وكل أنف قانئ ... فيه من الشهد برة
هل رأى شوقي أنف النحلة؟ -
ذكر هذا المعنى -طرفًا منه- في قوله أول شيء: «تلثمت بالأرجوان» - وبعيد أن يكون رحمه الله قد تبين أنف النحلة كل هذا التبين ولو قد وقع هذا البيت لأبي عثمان لعده من باب الجسارة- كالذي ذكره عن بعض رواته أنه جسر فزعم أنه رأى أير ذباب وهو يكوم ذبابة
حتى إذا جاءت به ... جاست خلال الأدورة