للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واجبات حضارة العصر ودواعي التقدم المنشود. ولا يخفى أن الدب الذي هو رمز الاستعمار الروسي بالنسبة لأهل اليابان والمشرق الأقصى، هو أيضًا رمز للاستعمار البريطاني الجاثم على مصر، إذ اليابانية هي كالكناية عما في ضمير مصر الناهضة المشرئبة إلى تجديد مجدها القديم

ليتها تسمع مني قصة ... ذات شجو وحديثًا عجبا

كنت أهوى في زماني غادة ... وهب الله لها ما وهبا

ذات وجه مزج الحسن به ... صفرة تنسي اليهود الذهبا

هل أراد حافظ هنا الإشارة إلى الآية: {إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين}؟ لماذا خص اليهود هنا بأن صفرة هذه الفتاة تنسيهم الذهب .... هنا بلا ريب مبالغة ذات لون من مفاكهة شعبية إذ لا ينسى اليهود صفرة الذهب مهما يبلغ جمال صفرة الحسناء اليابانية من البهجة. ههنا أسلوب صحفي، وكأن شعور حافظ بصحفيته هو الذي دعا من بعد قوله:

حملت لي ذات يوم نبأ ... لا رعاك الله يا ذاك النبا

وإنما تحمل الأنباء الصحف. وفي القافية قلق. ولعلها كانت تكون أقوم لو قد قال: لا رعاك الله يا ذاك نبا من دون الألف واللام وتخفيف الهمزة فيه ما فيه، إذ الألفات اللاتي سبقن كلهن ألفات إطلاق إلا أبى ونبا ورنتها مع ما تلاهما منسجمة.

وأتت تخطر والليل فتى ... وهلال الأفق في الأفق حبًا

ثم قالت لي بثغر باسم ... نظم الدر به والحببا

هذا البيت على بساطته وكثرة تداول الشعراء مثل لفظه ومعناه، سلس الموقع ههنا. قوله نظم الدربه، يعود الضمير فيه إلى معنى الابتسام، فالدر الثنايا والأنياب اللاتي لهن وميض والحبب هو اللمى، إذ الشفتان خمر. والبيتان اختزلهما حافظ من مغامرات عمر وأضرابه من شعراء الغزل اختزال إشارة حسنة الموقع.

نبئوني برحيل عاجل ... لا أرى لي بعده منقلبا

ودعاني وطني أن أغتدي ... علني أقضي له ما وجبا

نذبح الدب ونفري جلده ... أيظن الدب ألا يغلبا

قلت والآلام تفري مهجتي ... ويك ما تصنع في الحرب الظبا

ما عهدناها لظبي مسرحا ... يبتغي ملهى به أو ملعبا

<<  <  ج: ص:  >  >>