للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قوله راعني فيه تشبيه لصوتها بزئير الأسد الذي شبهها به. ثم رجع بها في ساحة الحرب ظبية مرة أخرى. وفي كل ذلك من أربه التنبيه على دور النساء الذي ينبغي أن يقمن به في نضال العصر الحضاري الجديد. ولا يخفى أنه بذكره تضميد الجرحى وحصره عمل مشاركة المرأة الحربية في هذا الباب، يرمي إلى ما كان يعتقده هو وكثير من مثقفي عصره من ضرورة التوسط في أمر تحرير المرأة والاعتدال الذي فيه إبقاء على كثير من محافظة الحجاب والحشمة التي معه.

أنا إن لم أحسن الرمى ولم ... تستطع كفاي تقليب الظبا

أنحدم الجرحة وأقضي حقهم ... وأواسي في الوعي من نكبا

وهذا منهج التمريض الحضاري الجديد الذي تنسب أوائله إلى «فلورنس نايتنجيل» - وهو أقدم من ذلك بدهور.

هكذا الميكاد قد علمنا ... أن نرى الأوطان أما وأبا

«الميكاد» هنا رمز للمستبد العادل. أو الطاغية المصلح، كما زعم مطران ولا يخفي التناقض. أو رمسيس:

ملك يكفيك منه أنه ... أنهض الشرق فهز المغربا

وإنما أراد الغرب. إذ المغرب لا يعرف علمًا إلا على بلاد المغرب الإسلامية ولكنها القافية. ولا أحسبه وأجدًا غيرها.

وإذا مارسته ألفيته ... حولاً في كل أمر قلبًا

مثل سادة بني أمية- معاوية وعبد الملك والوليد

كان والتاج صغيرين معًا ... وجلال الملك في مهد الصبا

المعنى هنا غير واضح واللفظ قريب وكأنه ضمن قوله هذا آخذًا من الآية {ويكلم الناس في المهد وكهلًا} - {وآتيناه الحكم صبيا} ولشوقي ولع بالمسيح أفاده من تعلقه

<<  <  ج: ص:  >  >>