مخلدًا دون من قاموا برفعته ... من شوس حرب وصناع وأعوان
مخالسًا ذمة العلياء مضطجعًا ... من مهد عصمتها في مضجع الزاني
وقد نبهنا إلى قبح هذا البيت- وإلى نحو هذه ذهب إسماعيل صبري حيث قال
لا القوم قومي ولا الأعوان أعواني ... إذا ونى يوم تحصيل العلا واني
لا تتركوا مستحيلاً في استحالته ... حتى يميط لكم عن وجه إمكان
مقالة قد هوت من عرش قائلها ... على مناكب أبطال وشجعان
لو غير فرعون ألقاها على ملأ ... في غير مصر لعدت حلم يقظان
لكن فرعون إن نادى بها جبلاً ... لبت حجارته في قبضة الباني
وآزرته جماهير تسيل بها ... بطاح واد بماضي القوم ملآن
برا بذي الأمر لا خوفًا ولا طمعًا ... لكنهم خلقوا طلاب إتقان
وازن بين جميع هذا وقول حافظ:
هكذا الميكاد قد علمنا ... أن نرى الأوطان أما وأبا
بعث الأمة من مرقدها ... ودعاها للعلا أن تدأبا
فسمت للمجد تبغي شأوه ... وقضت من كل شيء مأربا
وقول شوقي:
مالكة عاملة ... مصلحة معمرة
المال في أتباعها ... لا تستبين أثره
لا يعرفون بينهم ... أصلاً له من ثمره
يعني أصل مال له قائم عليه يثمره.
لو عرفوه عرفوا ... من البلاء أكثره
واتخذوا نقابة ... لأمرهم مسيرة
سبحان من نزه عنـ ... ـه ملكهم وطهره
الهدف في جميع هذه الكلمات واحد. وحافظ وشوقي أجود جرسًا وافتنانًا وفضل شوقي