كلامه عن حب هو الذي جعله يشبه محبوبه بيوم شامس وزهر نضير غير أن اليوم الشامس ليس له كاعتداله والزهر قد تطيح به وتصوحه الرياح، والعقاد زعم أنه يحبه كحبه للشمس، فنزل بمقدار حبه كما ترى، وكأن قد أحس ذلك فاستدرك بقوله:
أحبك حبي للحياة فإنها ... شعوركم بالقرب منك شعور
أي أشعر فلذلك أنا موجود. فأنت تعلمني أني حي- هل هذا من كلام الصوفية:
أدنيتني منك حتى ... حسبت أنك أني
أو محض تعمق. ولعل بديع الذي قال:
أحبك يا ظلوم وأنت عندي ... مكان الروح من جسد الجبان
ولو أني أقول مكان روحي ... لخفت عليك بادرة الطعان
أن يكون إلى كثير من القلوب أدنى مأخذًا وأقرب مأتى. ثم يقول العقاد:
فهل في ابتغائي الشمس والزهر سبة ... وهل في ولوعي بالحياة نكير
وهل في الهوى معنى سوى أن مقلتي ... تراك وأن الحسن فيك طرير
هذا بعض الهوى- واستحسان المشتهى قد لا يكون أكثر أو أقل من هذا،
وأنك ستبي الناظرين وأنني ... بإحباب سابي الناظرين جدير
إحباب مصدر أحب الرباعي أغرب به العقاد ليصاحب به صيغة المحب بضم الميم وفتح الحاء التي يقال إنه انفرد بها أخو بني عبس.
ألا لا تدعنا نلحظ الحسن أو أجز ... لنا الحب فاللحظ اليسير يجور
وما من سبيل أن تراه عيوننا ... وتغمض عنه أنفس وصدور
صار الحب مقالة وقضية وجدلاً كما ترى
فأما وإعشاء النواظر مطلب ... عسير وقد يهوى الجمال ضرير
ولو قال وقد يهوى هواي ضرير لكان أصدق. وقد قال بشار، «وقد وصفت لنا بحسن» فنسب معرفة الحسن المرئي إلى غيره.
فدع ما يقول الناس واعلم بأننا ... على غير ما سار الأنام نسير