لنا عالم طلق وللناس عالم ... رهين بأغلال الظنون أسير
ووا أسفًا ما أنت إلا نظيرهم ... وإن لم يكن للحسن فيك نظير
وحاكيتهم ظنا فليتك مثلهم ... محيا فلا يأسى عليك ضمير
العقاد هنا أرفق بحبيبه من جميل إذ قال
رمى الله في عيني بثينة بالقذى ... وفي الغر من أنيابها بالقوادح
ولكن جميلاً كان أشد صبابة
فيا عجبًا منا نسائل أنفسًا ... إذا سئلت حارت وليس تحير
بضم التاء وعنى: تحير جوابًا وهو ليس بجيد، ولكن جوابًا في قول النحاة معمول فضلة وحذف الفضلة جائز. ومضارع حارت تحار، وعن ابن جنى أن أبا الطيب سمع أعرابيًا أخطأ فقال تحير فأصلحه آخر من أصحابه ونعت ابن جنى أبا الطيب، إذ ذكر هذا الخبر، بأنه صدق وكان صدوقًا. وعلى ذكر أبي الطيب فما أشك أن أصل تشبيه شكسبير فتاته أو غلامه (على أحد القولين) بالشمس من قوله:
صحبتني على الفلاة فتاة ... عادة اللون عندها التبديل
مثلها أنت لوحدتني وأضنيـ ... ـت وزادت أيهما كما العطبول
ثم يجيء هذا التبرم بالجمال وما يصحبه من ضن كل جميل وصده وتيهه:
أنشقى بدنيانا لأن منعمًا ... من الناس بسام الثغير غرير
كلمة الثغير جيدة معبرة.
أيذوي الصبا فينا لأنك ناشئ ... ربيع الصبا في وجنتيه غضير
أتعشى مآقينا لأنك أحور ... بعينيه من ومض الملاحة نور
هذا البيت مصنوع مرهق. المآقي لا تعشى. ومن زعم أن ذلك قد يسوغ من أجل مجاورة المآقى للعيون، فلن يسوغ بعده «من ومض الملاحة نور» - ذلك بأن العينين نور. وفي أناشيد المديح النبوي:
مرحبًا يا نور عيني ... مرحبًا
مرحبًا جدًا الحسين ... مرحبًا
وتعب الشاعر منشأة من أنه أراد أن يجعل الملاحة ببريق ابتسامتها في العين نورًا، فجعل ذلك هو النور الذي في العينين، ولو قال ذلك في عين عمياء بها بقية من ملاحة بائسة لربما حاز.
ألا نتملى الحسن والحسن جمة ... مطالعه إلا وأنت سمير