وأحنو على الدنيا ويا ربما حنت ... على الميت الثاوي بهن قبور
ليست ضمة القبر حنوا- وهنا شيء من ظلال «الحسناء بلا رحمة» وفرسانها الشاحبين فاغرة أفواههم بالنذير الرهيب.
بكائي عليها يوم إن كان أفقها ... يضيء وكانت بالأنيس تمور
لا ريب أن الحسناء بلا رحمة هي الدنيا
وكان يتيه اللب كيف بناؤها ... فأمست يتيه اللب كيف تبور
«تبور» قافية قلقة إذ لا تقابل «تبور» قوله «بناؤها»
فما كان أسناها مدارة أنجم ... ومنبت ريحان يكاد ينير
وأخصب مرعى اللهو في جنباتها ... وما من جنى إلا منى وغرور
فهذا كما ترى فيه مشابه من قول جون كيتس وقد مر نصه، ما تقريب تعريبه مما تقدم ذكره أيضًا:
ووجدت لي من عروق شهيـ ... ـات وحلوات وقالت كل
والعسل البري جاءت به ... والمن يغشاه ندى السلسل
ثمت قالت بلسان غريب ... إنني أهواك يا ويح لي
ثمت صارت بي إلى كهفها المسحور ...
وهو القبر بلا شك: -
نعم ماتت الدنيا بنفسي فهل لها ... بعطفك من بعد الممات نشور
فأحى بإحيائها فديتك عالمًا ... عييت بحمليه فأنت قدير
ولا تسألني كيف أحييك هازلاً ... فأنت بإحياء النفوس خبير
ففي كل نفس عالم يرهب الردى ... ومن كل حسن حين يعطف صور
أي الصور الذي ينفح فيه إسرافيل فتقبض كل الأرواح- أليس هذا برهانًا على صحة ما نقول به من أثر.
La Belle Dame Sans Merci
لك الحسن فامنعه ولكن من يغل ..
أي يغتال، فتأمل ......
.. ولكن من يغل ... من الناس دنياهم فذاك مغير