يا حبيب الروح يا روح الأماني ... لست تدري عطش الروح اليكا
وحنيني في أنين غير فاني ... للردى أشربه من مقلتيكا
أيها الماضي الذي أودعته ... حفرة قد خيم الموت بها (١)
أيها الشعر الذي كفنته ... مقسمًا لا قلت شعرًا بعدها
أيها القلب الذي مزقته ... صارخًا عهدك يا قلب انتهى
فمن تأثيرها، هذه الجنية العاشقة القاتلة (ذكر أبو العلاء في غفرانه عشق المردة البنات وقتلهن بذلك، قريب النسخ من بعض ما يقرأونه في صحف الجرائم الآن، اقرأ مثلاً في خبر جني المعري قوله دخلت مرة دار أناس أريد أن أصرع فتاة لهم إلخ ص ٢٩٣ وقوله ص ٢٩٤.
وكنت آلف من أتراب قرطبة ... خودا وبالصين أخرى بنت يغبورا
أزور تلك وهذي غير مكترث ... في ليلة قبل أن استوضح النورا
وفي ألف ليلة وليلة منه كثير): -
لا تفزعي يا أرض لا تفرقي ... من شبح تحت الدجي عابر
ما هو إلا آدمي شقي ... سموه بين الناس بالشاعر
هنا نبأة من أول حسناء كيتس:
O,what can ail thee knight-at-arms?
وكذلك في قوله:
حتى إذا ضاقت عليه السبل ... وعز في الأرض عليه المقام
أوى إلى كهف بسفح الجبل ... عساه يقضي ليله في سلام
ما كان إلا حلمًا كاذبًا ... أفاق منه مستطار الجنان
البحر يرغي تحته صاخبًا ... والشهب نار والدجي من دخان
(١) نفسه ٤٨٢.