الاستقصاء والتفصيل. وقد سبقت الإشارة إلى شيء من شعر يوسف مصطفى التني (١) رحمه الله قلنا إنه نظر فيه إلى بعض ما قاله الرافعي رحمه الله في أوراق الورد، وهو قوله:
اعبسي لي ففي العبوس ابتسام ... لجمال منوع القسمات
والكلمة من ديوانه الصدى الأول:
اعبسي لي ففي العبوس ابتسام ... لجمال منوع القسمات
وادفعيني ففي الصدود اقتراب ... من معاني جمالك الأشتات
أيه وادعي علي دون حنان ... فدعاء علي منك يواتي
أعزوفا عن الجنان لأني ... لا أنال الجنان دون تقاة
أغناء عن الخلود أكيدا ... إن يكن مهيعي إليه مماتي
أأعاف النعيم لو يتبدى ... في لبوس النحوس والحسرات
قد عهدت الجمال أنفذ سحرًا ... وهو سر عنه الشفوف تشف
شوق الناس للبدور غياب ... وغمام على الضياء يرف
والورود الورود مطمح نفسي ... وهي بالشائك الأليم تحف
مرحبًا بالعبوس فهو ضياء ... قد جلا من محاسن القسمات
مرحبًا بالدعا تشابه به ... أنه العود رنة الكلمات
أنا أعطي لكي أنال كثيرًا ... وأصفي من الأسى فرحاتي
فأعبسي لي ففي العبوس ابتسام ... لجمال منوع القسمات
وادفعيني ففي الصدود اقتراب ... من معاني جمالك الأشتات
أيه وادعي علي دون حنان ... فدعاء علي منك يواتي
والتني كما تأثر بالرافعي تأثر أيضًا بالعقاد- ثم بسائر روح زمانه «الرومنسي» من شواهد الرومنسية الواضحة هنا هذا الإعجاب بالنفور والعبوس والغضب. هذا اللون
(١) ولد رحمه الله سنة ١٩٠٩، وتخرج من كلية غردون، ثم التحق بالجيش ثم تركه فعمل في الصحافة وشارك في الحركة الوطنية وعمل في السياسة وصار سفيرًا للسودان في يوغسلافيا وتوفي رحمه الله ١٩٦٨ م.