تمثيلية من المسرحيات. إذن يعني ما ختام روايتنا كلها؟ وتكون في هذه الحالة مثل رواية هامليت التي هي داخل المسرحية الكبيرة
the play's the things
Wkerein I'll catch the conscience of the King
«المسرحية هي الشيء
الذي أمسك فيه ضمير الملك بيدي»
والبيت الذي يلي فيه ضعف، والحق أن قوة نفس الشاعر بلغت مداها عند قوله:
نحن نتلو رواية الكون للموت ثم أدركه بعد ذلك إعياء
هكذا قلت للرياح فقالت ... سل ضمير الوجود كيف البداية
والكلمة فيها بعد مع الشك المعري الرومنسي «الجبراني» المنحى نظر إلى بحر المعري ورويه في الكلمة التي رثى بها أبا القاسم المغربي الوزير (ت ٤١٨ هـ): -
يا أبا القاسم الوزير تغيبـ ... ـت وخلفتني ثقال رحايه
يشير إلى قول زهير «فتعرككم عرك الرحى بأثقالها» أي معها ثفالها
إن نحتك المنون قبلي فإني ... منتحاها وإنها منتحايه
ولكن في نظم أبي القاسم الشابي من جودة الصياغة ما لا نجد نظيره عند ناجي وعند علي محمود طه، ذلك بأن أساسه في العربية جيد، ولو أخلص له كل الإخلاص، ولم تفتنه أضواء مدنية العصر الحديث فخف لكي يتأعصر لكان أسلوبه في النظم أمتن وأبعد مما نجده يعروه حينا بعد حين من الوهن نحو قوله: ولكن ماذا ختام الرواية؟ ونحو قوله: هكذا قلت للرياح فإنه ليس لها كبير معنى ههنا.
قولنا «يتأعصر» أي يكون من هذا العصر، من قولك أعصر تقيسه على أنجد أي صار في مجد وأتهم أي صار في تهامة وأصبح أي صار في الصبح وأضحى أي صار في الضحى وأعصر أي صار في العصر. وربما قيل الآن تعصرن وتعقلن ولا يعجبني ذلك وله وجخ بعيد وهو قولك ضيف وضيفن أي ضيف الضيف بزيادة نون عليه. وأشهر شعر الشابي أبوليته، أي قصيدته التي ذاعت من طريق مجله أبولو.