للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عذبة أنت كالطفولة كالأحـ ... ـلام كاللحن كالصباح الجديد

كالسماء الضحوك كالليلة القمـ ... ـراء كالورد كابتسام الوليد

يا لها من وداعة وجمال ... وشباب منهم أملود

هذا البيت ضعيف بالنسبة إلى تتابع الشبهات من قبل المشعر بقوة الانفعال. وأتبع الشاعر «يا لها» هذه الأولى باثنتين بعدها:

يا لها من طهارة تبعث التقـ ... ـديس في مهجة الشقي العنيد

هل الشقي العنيد هو الشاعر نفسه؟ ثم ما هذه «التقديس» الكلمة المسيحية الظلال؟ وهل الشقي أيضًا كلمة مسيحية الظلال بمعنة صاحب الخطيئة المذنب؟ أو هي قرآنية الأصل «فمنهم شقي وسعيد» تأعصرت بإشراب من ظلال مسيحية؟

يا لها رقة يكاد يرق الـ ... ـورد منها في الصخرة الجلمود

وهل الصخرة قلبه؟ واليالهاءات الثلاث لم يزدن شيئًا على قوة البيتين الأولين، وكأن الشاعر أحس هذا فعدل عنه إلى وجه آخر:

أي شيء تراك هل أنت فينيـ ... ـس تهادت بين الورى من جديد

وفينيس هنا يتأعصر بها الزيتوني، ولا بأس عليه من ذلك، فهي كهذا الزي الإفرنجي الذي جعل الناس يلبسونه.

لتعيد الشباب والفرح المعـ ... ـسول للعالم التعيس العميد

أم ملاك الفردوس جاء إلى الأر ... ض ليحيى روح السلاك العهيد

ملاك «مسيحية» يتوهم العصري فيها الرقة لأن «الملك» قد يتبادر منها معنى «ملك الموت» ومعنى يوم القيامة «وجاء ربك والملك صفا صفا» والعهيد تبرز منها عمامة الفقير الفقيد، إذ هي فعيل بمعنى مفعول؛ هذا أمر لا يقدم عليه إقدامًا أمثال أبي شادي أو ناجي أو المهندس أو جبران.

ثم هذه الخطابة الرومنسية بالفحاصة والبيان القرآني: {القارعة ما القارعة} {الحاقة ما الحاقة} {والسماء والطارق وما أدراك ما الطارق}

أنت ما أنت ..

ثم يجئ العصر الحديث والانتماء إليه:

أنت رسم جميل ... عبقري من فن هذا الوجود

أي من جمال فنون الطبيعة. شيء من فلسفة وحدة الوجود. حتى هذه المعاني العميقة

<<  <  ج: ص:  >  >>