وقد علمت واللبيب يعلم ... بالطبع لا يُرْحم من لا يرحم
ونحو:
ومن أغاث البائس الملهوفا ... أغاثه الله إذا أخيفا
وقد أدلى المرحوم شوقي دلوه مع أصحاب المدوجات التعليمية في ديوانه الرابع وفي تاريخه لملوك العرب، ولم يوفق في الأول كما وفق في الثاني؛ فإني أحسبه بذ جميع أصحاب المزدوجات بما نظمه في سيرة الإمام التي يستهلها بقوله:
أما الإمام فالأغر الهادي ... حامي عرين الحق والجهاد
وما نظمه في خبر عبد الله بن الزبير حيث يقول:
وضاق عبد الله عن عبد الملك ورأيه الوضاء في الخطب الحلك
فهذا الجزءان من تأريخه لملوك العرب فيهما شعر صاف لا مدفع لذلك.
وقد سلك الشيخ عبد الله محمد عمر البناء مسلك ابن الهبارية في بعض مزدوجات (١) نظمها لتلاميذ المدارس الأولية بالسودان. جاء فيها بأمثال وحكم على ألسنة الحيوان ومن خيرها محاورة جعلها بين بدوي وحضري حلوة فكهة، يقول فيها البدوي للحضري:
الشأن والمعزى تحوم حولنا ... نحبها كحبنا أطفالنا
وبقر الحي لها دوي ... كأنما قرنها العصي
(١) كلها في كتاب التحفة السودانية المقرر بالدراسة السودانية الأولية.