للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

معصوبة الرأس «وقوله: «وهاتيك إلخ» أن يكون أراد به الجمع أو المفرد وإرادة المفرد في المعصوبة أحب إلى وأقوى في التصوير.

ومن علامات الرومنسية والتأعصر قوله، والأبيات من هذه القصيدة نفسها إذ يقول:

كم ذا تمازج فن ... على يديك وسحر

يخزر ثور وتثغو ... شاة وتنهق حمر

والبهم تمرح والزر ... ع مونق مخضر

تجاوب الطحن واللحـ ... ـن والثغاء المسر

وموضع الرومنسية مدح البداوة والتعلق بالطبيعة ها هنا. وجزيرة «توتي» الموصوفة في هه القصيدة في وسط بحر النيل بين الخرطوم وأم درمان [البقعة] وكانت بادية محضة البداوة إلى زمان قريب. وقوله رحمه الله «تجاوب الطحن واللحن» أمر ينبغي أن يشرح وليس مشروحا في الديوان إذ كان- أيام طبعه- هذا المعنى معروفا، وذلك أن النساء كن يطحن الذرة على المراحيك، وطحن المرحاكة هو الموصوف في قول الحماسي:

تقول وصكت نحرها بيمينها ... أبعلي هذا بالرحى المقاعس

إذ الرحى التي تدور لا تقاعس معها ولكن الذي يبرك ليطحن بالمرحاكة يبرز صدره ويتقاعس.

وكانت البنات حين يطحن بالمراحيك (١) يتغنين بأراجيز لهن وربما شكون فيهن الأسى والعناء.

ومن مواضع الرومنسية قوله الذي مر في جرار الساقية:

وتلك مرضى وهاتيـ ... ـك للخواطر قبر


(١) الذي في القاموس رهك بالهاء (باب منع) - ولكن الهاء مما تصير حاء كما تصير الحاء هاء، من ذلك قولنا وحط بالحاء لإزاء السيور الذي تلبه البنت الصغيرة وفي المعجم بالهاء وفي العامية نقول رهك وهي ترهك للدلالة على كثرة الطحن وفي عاميتنا كثيرًا ما تصير الهمزة عينًا كسعل في سأل وجعر في جأر.

<<  <  ج: ص:  >  >>