للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فقد جسدها كما ترى، ولا يخلو مراده من غموض. أي تلك الجرار متداعية منهارة وهاتيك لا أمل فيها وفي صناعة البيت تعب. هذا، ولعل قوله «للخواطر قبر» له ارتباط معنوي بذكرة الفلاحين من بعد، أي حال هذه الجرار قبر لخواطرهم لقلة المال الذي يجعلون به جرة أخرى في مكانها.

ومن تفصيله مما سبق الاستشهاد به الحديث عن بحر المجتث في الجزء الأول من هذا المرشد، بذكرة شجرة مطلة على الشاطئ:

ورب قنواء للعصـ ... ـم والأنوق مقر

وقد سبق مأخذنا ما أخذنا على هذا البيت

أوفى على النيل فرع ... منها وأشرف جذر

هذه صورة غاية في الدقة، ثم زاد في تفصيلها حيث قال:

يقلها الدهر عرقا ... ن مستطيل وشبر

يكاد يلفظها الشط ... وهي شمطاء بكر

وبعد وصفة الطحن واللحن والحرار التي حالها للخواطر فبر، صور الزراع، وقلما تستعمل كلمة «الفلاحة» والفلاح عندنا، وإذا قيل في الدراجة «فلاحة» بفتح الفاء فهو الفلاح وصاحب «الفلاحة» التي من هذا النوع «فالح ناجح».

كم في المزارع قوم ... شم العرانين صعر

كل منهم سيد نفسه

هبوا سراعا إليها ... وليس منها مفر

لفرط الشقاوة في السقي والحرث، والأرض صلبة وحر النهار ساعر، ولكن لا بد مما ليس منه بد

ذياك يعزق في العشـ ... ـب جاهدا ما يقر

وذاك يعنيه حرث ... وذات يعنيه بذر

<<  <  ج: ص:  >  >>